×
محافظة المنطقة الشرقية

قطر تحجز«300» مركبة سعودية وخليجية شهرياً

صورة الخبر

جدة عبدالعزيز الخزام خالد ربيع: ابحثوا عن مخرج لتقديم الندوات على غرار «تيدكس» تحتفل عديد من المؤسسات الثقافية في المملكة خلال العام الجاري بالذكرى الأربعين لإنشائها، وعلى الرغم من هذا العمر الطويل الذي قطعته في العمل الثقافي، ودخولها في مرحلة الخبرة التي تمكنها من إقرار خيارات جديدة تكون أكثر قربا من المتلقي، إلا أن أصواتاً كثيرة بدأت تنطلق من قاعات الجمهور الثقافي تطالب هذه المؤسسات بمراجعة الطريقة التي يتم فيها تقديم الندوات والمحاضرات المنبرية. حواجز وأشواك وتدور كثير من المناقشات حول قدرة المؤسسات الثقافية على التجديد في شكل وأسلوب تقديم برامجها المنبرية التي لم تشهد تغييرا يذكر طوال المواسم السابقة، ومن وسط القاعات الثقافية المنتشرة في الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون المنتشرة في جهات الوطن المختلفة، يتساءل الجمهور الثقافي عن مدى قدرة هذه المؤسسات على التطوير وجذب المتلقي إلى المناشط الثقافية. ويقول جميل الشريف إنه على الرغم من حدوث تطورات كبيرة في إدارة المحاضرات في المؤسسات الأخرى ووجود عدد كبير من الأجهزة التقنية المتطورة، إلا أنه لم يلحظ لها وجود في الأندية الأدبية طوال تردده عليها ومتابعة نشاطاتها المنبرية. ويلاحظ صالح العايد أن الأجهزة الحديثة في عرض المحاضرات ونقلها استوطنت حتى في المدارس الابتدائية الصغيرة، بينما تختفي عن الوجود في منابر المؤسسات الثقافية، ويتساءل العايد عن سر هذا الجفاء بين المؤسسات والتقنية الحديثة على الرغم من كل هذه التطورات التي حدثت طوال الأربعين عاما الماضية. ويعتقد سلطان الحازمي أن تطوير البرامج المنبرية واستخدام الوسائط التقنية الحديثة سوف يقلل كثيراً من عزوف الجمهور عن الحضور إلى المحاضرات والندوات الثقافية في الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون. طاولة رسمية من جهته، قال الكاتب والناقد خالد ربيع السيد في دراسة حديثة له حول «آلية إدارة الندوات في المؤسسات الثقافية المحلية» إن من يتابع ويحضر البرامج الثقافية في الأندية الأدبية عموما، أو في سوق عكاظ على سبيل المثال، وغيره من الملتقيات الثقافية، يلحظ أمرين أحدثا شعوراً بعدم الرضا الكامل لما تم تقديمه، وعزوف الجماهير عن الحضور، سواء من قبل النخبة أو المتطلعين للثقافة. وهذان الأمران ينصبان على النواحي الشكلية والأسلوبية والتجهيزية الإدارية للندوات. وأضاف السيد «ما زالت الندوات في سوق عكاظ، كما في الأندية الأدبية، تقدم بذات الأسلوب القديم الذي بدأه حمزة شحاتة ومحمد العواد، وهو أن يجلس المتحدثون على طاولة ويتولى مدير الندوة التعريف والتقديم ونقل دفة الحديث من متحدث إلى آخر. ويعطي كل متحدث قدراً من الزمن، فيشرع هذا في القراءة من ورقة يمسكها بيده ويقرأها بطريقة آلية جامدة وكأنه يقرأ بياناً رسمياً. ثم يشكره مدير اللقاء وينتقل الحديث إلى الضيف الثاني فالثالث.. وبعد قراءة الأوراق التي قد تمتد لساعة أو أكثر، يتيح للجمهور المداخلات.. والجمهور يتجاوب من باب الحياء أو إثبات الحضور، هكذا هو الحال في جميع الندوات والمحاضرات والملتقيات بلا استثناء». ويرى السيد أنه بالعودة إلى مبتدأ القول فإن التجارب السابقة «أثبتت محدودية أثر الطريقة التقليدية ونفور الجماهير العريضىة من حضور الندوات، والغريب أنه دائماً يتساءل القائمون عليها: أين هو الجمهور؟». مؤتمر تيدكس وفي هذا السياق يطالب خالد ربيع السيد «آن الأوان لانتهاج طرق أخرى أكثر جذباً وحيويةً ومفعولاً. لا بد أن تبدأ الندوات بعرض مرئي يقدمه مدير الندوة وهو واقف يتنقل بحرية على خشبة المنصة، يعرض موضوع الندوة ويثير التفكير والمشاركة فيهم، ثم يقدم المتحدثين الواقفين بجانبه، بحيث يبدأ كل واحد منهم بطرح ورقته المدعمة بعرض جرافيكي أو تصويري فيديوي لجذب الانتباه، على أن لا يقرأ من ورقة قدر المستطاع، فالقراءة الآلية تؤدي إلى الملل وعدم التركيز، لا سيما إذا كانت الورقة تتطرق إلى موضوع نظري، فالأجدر أن تقدم بطريقة تفاعلية تخلق اهتماماً متيقظاً لدى الجمهور بمخاطبته المباشرة. ولا شك أن من يراقب كيفية إدارة الملتقيات الجماهيرية في دول أخرى يلحظ تخصيص مخرج خاص همه كيفية تقديم الندوة، ولعل مؤتمر تيدكس مثال قريب لذلك، فلماذا لا نجرب؟».