فتحت استقالة السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" المفاجئة ورشة عمل كبيرة في الفيفا، حيث بدأت معركة خلافته على رأس هذه المؤسسة التي تهزها فضيحة فساد كبرى. وأفادت وسائل إعلام أمريكية أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) وسع تحقيقاته في إطار فضيحة الفساد التي تهز الفيفا وباتت تشمل بشكل مباشر بلاتر. وأعلن بلاتر الذي انتخب لولاية خامسة على رأس الفيفا الجمعة، استقالته المفاجئة الثلاثاء، معلنا أن "هذه الولاية لا تحظى بدعم عالم كرة القدم أجمع"، مضيفا "لهذا سأدعو إلى جمعية عمومية استثنائية لانتخاب رئيس جديد". وأكدت صحيفة نيويورك تايمز أن بلاتر البالغ 79 عاما الذي يرأس الاتحاد منذ 1998 "يحاول منذ أيام أخذ مسافة من الفضيحة" لكن السلطات "تأمل الحصول على تعاون بعض مسؤولي الفيفا المتهمين" بالفساد لتضييق الخناق عليه. وأفادت شبكة ايه بي سي أن الأف بي آي والمدعين الأمرسكيين يشتبهون في تورط بلاتر في وقائع مرتبطة بفساد ورشاو أدت إلى توقيفات الأربعاء الماضي. وصرح مصدر لقناة ايه بي سي "فيما يحاول الجميع النفاذ بأنفسهم، هناك سباق مؤكد بين من سينقلب على الآخرين أولا". وقد دعت المفوضية الأوروبية الأربعاء إلى "تغيير جوهري" داخل "فيفا" معتبرة أن استقالة بلاتر تشكل "مجرد خطوة في عملية طويلة لإعادة الثقة ووضع نظام قوي لحسن إدارة الفيفا". وفي موسكو أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الأربعاء أن روسيا تواصل التحضيرات لكأس العالم لكرة القدم الذي تستضيفه في عام 2018 بالرغم من استقالة بلاتر، وقال، "روسيا تواصل التحضيرات لمونديال 2018. كل المشاريع جارية". من جانب آخر، دعا ثيو تسفانتسيغر الرئيس السابق للاتحاد الألماني لكرة القدم، إلى إعادة النظر بمنح قطر استضافة مونديال 2022، واصفا الدولة الخليجية بـ "سرطان كرة القدم العالمية"، بعد استقالة بلاتر. وبالنسبة لمعركة خلافة بلاتر، سيترشح الأمير علي بن الحسين للانتخابات الجديدة لرئاسة "فيفا"، كما أعلن الكوري الجنوبي شونج مونج - جون نائب رئيس الفيفا سابقا والشخصية النافذة في عالم كرة القدم الآسيوية أنه يفكر في الترشح لخلافة بلاتر. وتدور تكهنات أيضا حول ترشح الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وتلقى عالم كرة القدم استقالة بلاتر بشكل إيجابي، واعتبر بلاتيني أن استقالة بلاتر "قرار صعب وجريء ولكنه القرار الصحيح"، فيما اعتبر رئيس الاتحاد الإنجليزي الاستقالة "أمرا عظيما لكرة القدم" فيما ضجت صحف بلاده بالخبر صباح الأربعاء. كما اعتبر رئيس الاتحاد الهولندي ميكايل فان براغ الذي كان مرشحا لرئاسة الفيفا الجمعة الماضي، أن استقالة جوزيف بلاتر "نبأ جيد"، وانسحب فان براغ من الانتخابات لمصلحة الأمير علي بن الحسين. وأكد فريق عمل الأمير الأردني أن "الأمير علي جاهز لتولي رئاسة الفيفا في أي لحظة في حال طلب منه ذلك". كما اعتبر النجم البرتغالي لويس فيغو الذي كان مرشحا لهذا المنصب قبل أن يعلن انسحابه على موقع تويتر "أنه يوم جيد للفيفا ولكرة القدم. التغيير سيأتي أخيرا. قلت يوم الجمعة الماضي إن هذا اليوم سيأتي عاجلا أم آجلا، وها هو". أما "الملك" بيليه فطلب من "الشرفاء" تنظيف ساحة كرة القدم العالمية. وأعرب اتحاد الكونكاكاف الذي يمثل دول أمريكا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي عن استعداده للمساعدة لإعادة "بناء" الفيفا. واكتفى الاتحاد الآسيوي الذي أيد إعادة انتخاب بلاتر بالتاكيد أنه يراقب "الموقف عن كثب" وسوف يناقش الأمر مع الاتحادات الوطنية من أجل التوصل "إلى أفضل السبل لدفع الاتحاد الدولي لكرة القدم والكرة العالمية قدما". كما رحب عدد من الشركات الراعية للاتحاد الدولي لكرة القدم منها كوكا كولا واديداس وفيزا ومكدونالدز وهيونداي باستقالة السويسري معتبرين أنها تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل إعادة بناء الثقة. وأعلنت استقالة بلاتر بعد ساعات على اتهام صحيفة نيويورك تايمز الأمين العام للفيفا الفرنسي جيروم فالك بتسديد 10 ملايين دولار إلى حسابات يديرها نائب الرئيس السابق جاك وارنر، الذي اتهمه القضاء الأمريكي في فضيحة فساد. وفيما تنتهي حقبة بلاتر، تستمر الملاحقات الجنائية، حيث أعلنت السلطات السويسرية أن استقالته "لا تؤثر" على التحقيق الجاري.