خلصت توصيات ملتقى إعلاميي القصيم الذي اختتم أول من أمس بعنوان "دور وسائل التواصل الحديثة وتأثيرها على الفرد والمجتمع" إلى ضرورة العمل على تبرئة مفهوم "الوطن والوطنية" وإظهار معناها المجتمعي القائم على التعايش، إضافة إلى أهمية إبراز الحقيقة السلوكية والمدنية لمسؤولية "المصلحة العليا" التي تكرس معنى الفاعلية والإيجابية للفرد مع مجتمعه. وبحسب المشرف على الملتقى سلمان الضباح فإن التوصيات تم استخلاصها عقب مشاركة عدد من المتخصصين والأكاديميين والإعلاميين على مستوى المملكة، في طرح رؤاهم وقراءاتهم للواقع الإعلامي المحلي، ومدى الأثر الذي اكتسبه من المتغيرات الإقليمية والعالمية. مضيفا أن محاور اللقاء التي تناولت الدور الوطني للإعلام السعودي، وتوجهات المؤسسات الإعلامية وتأثيرها على الرأي العام، ومجاراة وسائل الإعلام للحراك السياسي والاجتماعي الوطني، إضافة إلى مناقشة الإرهاب الإلكتروني، وتعدد المؤسسات الإعلامية والقيام بدورها في خدمة القضايا الوطنية، وأهمية تحصين المجتمع من الأفكار المنحرفة، وحراسة العقول وتحريرها من قيد الرسالة الإعلامية المعادية، وعرض نماذج من الخارجين إلى مناطق الصراع، مع بحث قدرة الخطاب الإعلامي السعودي على مجاراة الواقع السياسي والمستجدات، وكيفية خدمة الإعلام السعودي للقضايا الوطنية، وكيفية مواجهة الإعلام للتطرف، والمجتمع وتأثره بالتحليل السياسي في القنوات التلفزيونية الإخبارية، جاءت منبعا غزيرا للتوصيات والمخرجات الإجرائية التي أقرتها لجنة الملتقى. وذكر الضباح أن من أبرز التوصيات هي إعداد خطة سنوية إعلامية توعوية، لمواجهة كل ما من شأنه استغلال عقول الشباب، وضرورة زيادة الوعي بالأنظمة الأمنية والإعلامية لدى المجتمع، بالتركيز على ضخ الفعاليات والبرامج داخل المدارس والجامعات وغيرها، وتجسيد وتكريس إيمان الدولة بأن المواطن هو رجل الأمن الأول، مع ضرورة مواجهة التطرف الإعلامي الخارجي والداخلي بقوة، وعدم الاستهانة بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي. كما أشار إلى أن العمل على تصحيح مفهوم "الوطن والوطنية" وإخراجهما وتبرئتها من نمطية الفهم الفردي إلى التشكيل المجتمعي، مع ضرورة وأهمية إبراز الحقيقة السلوكية لمسؤولية "المصلحة العليا" التي تكرس معنى الفاعلية والإيجابية للفرد مع مجتمعه، يعد من أبرز التوصيات التي خرج بها الملتقى. في حين أجمع المشاركون على أن الإعلام شريك مهم في تشكيل الوعي، وأن نجاحه في توجيه المجتمع مرتبط بتفاعل كل الجهات، خصوصا المدنية والدعوية، إضافة إلى خلوص غالبية المشاركين إلى تبرئة المناهج التعليمية من تهمة الإرهاب، والمطلوب تفعيل دور المعلم في توجيه الطلاب والتفاعل الإيجابي مع الأحداث. وأوصى المشاركون في الملتقى بسرعة الانتقال من تنظيم الحملات التوعوية من صف النخبة إلى عامة المجتمع لتوسيع قاعدة الوعي، من خلال تفعيل دور الأسرة، وتقوية نسيج العلاقات بين أفرادها، والرقابة غير المباشرة على أفراد الأسرة. في حين جاءت توصية أخلاقية للإعلامي نفسه، من خلال وجوب احترام الإعلام والإعلامي السعودي لخصوصية المكان لموطنه المملكة العربية السعودية، بعدم كشف سر من أسرار الدولة، أو ما يمكن أن يتم استغلاله بصورة سيئة، سعيا إلى السبق أو الإثارة.