ما أجمل أن يكرم ويحتفى بأشخاص قدموا عصارة جهودهم في سبيل خدمة أبناء وطنهم، ودفع عجلة الرقي بمجتمعهم، خاصة حين فراق أحبابه وزملائه، والأجمل حينما يحتفي أهالي الحي بإمام مسجدهم الذي غادرهم بعد عشر سنوات قضاها معهم ناصحاً وموجهاً ومشاركاً لهموهم، ومسهماً في حل مشاكل الحي، ودون أن يتغيب عنهم. ففي أجواء حميمية يسودها التقدير والعرفان، ودع جماعة مسجد أبو عبيدة في شرق العاصمة الرياض، إمامهم الشيخ علي بن دغش الحارثي الذي انتقل إلى مدينة أخرى، حيث شارك الجميع في تكريمه، مستثمرين نادي الحي القريب منهم في إقامة الحفل الوداعي. وقدم أهالي الحي لإمامهم الذي اصطحب والده في يوم تكريمه ووداعه، التقدير والعرفان له، جراء جهوده التي قدمها لهم طيلة العشر سنوات، حيث شارك الصغير والكبير، حتى عمال المسجد، ليؤكد الدور الكبير الذي يجده الأئمة حينما يكونون قريبين من المسجد. ولم يخف أهالي الحي حزنهم على فراق إماهم الذين شهدوا له بأنه متفاعل مع الاقتراحات التي يقدمونها، ومسهماً في تفقد أحوال جماعة مسجده، حيث لم يكتفوا بتكريمه فقط بل تكريم أسرته في حافل مماثل أقيم للنساء. وقال عبدالعزيز حمد القرعاوي مدير نادي الحي في مدرسة هشام بن حكيم، إن النادي استضاف هذه المناسبة الوداعية لإمام مسجد الحي القريب من النادي، كنوع من الشراكة بين هذه الأندية والمجتمع، مشيراً إلى أنه في حفل الوداع حضر العشرات من الأهالي ليودعوا إمام المسجد، صغاراً وكباراً، وهذا يؤكد على الدور البناء الذي كان يقوم به. وأضاف القرعاوي أن إمام المسجد كان مثالا للتربوي الذي يرى أن مصلحة أهالي الحي هو هاجسه الأول، ما جعل جماعة المسجد يبادولونه الحب والتقدير، مبيناً أن المشاعر تختلط في هذه اللحظة بين وداع أحبتنا في مقام الوظيفة والعمل، وبين شكره على ما أعطى وأنجز وعمل. من جانبه، أوضح الشيخ علي بن دغش الحارثي أنه استمتع طوال السنوات الماضية التي قضاها كإمام للحي، ويشير إلى أنه يشعر بسعادة في كل يوم يجتمع بأهالي الحي في الصلوات الخمس، ويلتقيهم. ولم يخف الحارثي حزنه على فراق أهالي الحي الذين بادلوه الحب والتقدير، منوهاً أن احترام أهل الحي، وتقدير كبرائهم وأهل العلم منهم والمكانة، خاصة رواد المسجد منهم، من أولويات مهام الإمام ليحظى بحب الناس والقبول لديهم لأن الإمام كلما احترم الناس وقدرهم كلما كانوا محبين له، وباذلين في سبيل ما يحقق رسالة المسجد.