شكّل إعلان النوايا المشترك بين "التيار الوطني الحرّ" من جهة و"القوات اللبنانية" من جهة ثانية، منعطفاً سياسياً مهماً على الساحة المسيحية خصوصا واللبنانية عموما. الإعلان جاء إثر لقاء بين العماد ميشال عون و د. سمير جعجع توّج أشهرا من المحادثات بين الخصمين المسيحيين اللدودين، ولفت في "إعلان النوايا" تشبّث الطرفين باتفاق الطائف ودستوره وبالمناصفة وباحترام القرارات الدولية والعربية والحفاظ على العلاقات الوثيقة مع الدول العربية كافة والعمل من أجل قانون انتخابي عادل والتهيئة للامركزية الإدارية الموسّعة وسواها من البنود التي ستشكل نقلة نوعية في مقاربة الملفات الداخلية إن طبقها الطرفان. ويأتي هذا اللقاء عشية الجلسة ال24 لانتخاب رئيس للجمهورية والتي فشلت أمس كمثيلاتها وأرجاها رئيس المجلس النيابي نبيه برّي إلى 24 الجاري. وتزامن لقاء عون - جعجع مع زيارة الموفد الفاتيكاني الرفيع الكاردينال دومينيك مامبرتي إلى بيروت والتي استمرّت 5 أيام متواصلة التقى فيها باقة من المسؤولين اللبنانيين. في هذا السياق، تحدّث أحد المسئولين الروحيين ل"الرياض" عن زيارة مامبرتي واضعا إياها "في خانة السعي الفاتيكاني الحثيث للدفع بمسيحيي لبنان إلى الاتفاق على رئيس للجمهورية، وقد بلغ الفراغ الرئاسي عامة الأول، وهذا الأمر جعل الفاتيكان يشعر بتوجس كبير وخوف على مسيحيي لبنان والشرق وسط أعمال التهجير والاستهداف المباشر الذي يتعرض له هؤلاء من قبل المتطرفين". وقال المصدر بأنّ مامبرتي "شدد في لقاءاته على أهمية التنسيق في الاستحقاق الرئاسي بين المسيحيين والمسلمين مكررا رسائله بأهمية العيش المسيحي الإسلامي المشترك". وأمس، رحب البطريرك الماروني الكاردينال بشاره بطرس الراعي في لقاء بكركي بالكاردينال دومينيك مامبرتي قبيل مغادرته بيروت مشيرا إلى ان "الكنيسة تعول كثيرا على لبنان ودوره كدولة نموذجية لعيشنا معا في هذا الشرق". من جهته، تحدث الكاردينال مامبرتي عن "اهتمام البابا بالمنطقة وبلبنان"، مشيدا "بميزة لبنان المتمثلة بالعيش المشترك وثقافة العيش الإسلامي - المسيحي التي تبني المستقبل"، معتبرا أن "العنف والحرب يهددان ليس فقط المنطقة بل العالم كله". ولفت إلى أن "المسيحيين هم ضحايا العنف الذي يدفعهم إلى ترك الشرق"، مشيرا إلى أن "البابا يثمّن التعايش في لبنان وعلى اللبنانيين المحافظة عليه". مشددا على "الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية من أجل الحفاظ على سير المؤسسات".