رغم أن العقل المنحرف الذي خطط للتفجيرات الارهابية في المنطقة الشرقية لم يهدف فقط لقتل الآمنين وإنما أراد أن تطال ارتدادات هذا التفجير كل بيت وبلدة وإنسان في أرجاء وطننا العزيز، وأن يؤلب أبناء هذا الشعب بعضه على بعضه الآخر إشباعا لنوازع إجرامية تتلظى في أتون الضلال والحقد والانحراف، إلا أن انفجاري القديح والعنود، ولله الحمد، قد ارتدا على منفذيهما وجاءت حصيلة هذا العمل الجبان على غير ما تمنى المتربصون، فقد هزّت فداحة هذا المصاب الوجدان الشعبي المفعم بقيم الفضيلة والتسامح والإيمان بقداسة الحياة البشرية، واستفزت الفطرة السوية للمواطنين فاجتمعت كلمتهم على نبذ هذا السلوك الذميم، وخرج أبناء الوطن على قلب رجل واحد لاستنكار هذا الفعل المشين. ولم تكن وقفة أبناء الوطن مستغربة على شعب كريم نهل قيمه وأخلاقه من نبع فكري صافٍ لا قذى فيه، يعلي شأن الاعتدال والتسامح وينبذ الفرقة والتشتت ويقبل الآخر رغم الاختلاف، لأن الرؤى وإن تعددت، والأفكار وإن تنوعت، فإن في وطننا الفسيح متسعا لكل مخلص إذا كان الانتماء لهذه الأرض مبتداه وخير هذا الشعب قصده ومبتغاه.