بعد معاناة استمرت لأكثر من 18 عاماً كان فيها "ريتشارد نوريس" يتحاشى الظهور أمام الناس أو الاختلاط بهم نجح فريق من الأطباء في زراعة وجه كامل له بعد أن كان فاقداً بشكل شبه تام لغالبية ملامح وجهه نتيجة لحادثة مأساوية حصلت له وهو في سن الثانية والعشرين. واشتملت عملية زراعة الوجه الكبرى التي تعتبر الأصعب والأكثر كلفة في تاريخ العمليات الجراحية بشكل عام على ترميم عظام الرأس كلها وإعادة تركيبها وترتيبها وتعويض التالف منها بصفائح معدنية ومن ثم زراعة فك وأسنان ولسان قبل تغطية كل ذلك بطبقة الوجه الداخلية والخارجية. واستغرقت مجموعة العمليات الجراحية والتجميلية التي خضع لها "ريتشارد" ثلاثة أسابيع متواصلة بمعدل ساعات طويلة للعملية الواحدة حيث قضى الأطباء في إحداها حوالي 36 ساعة متواصلة وبلغ عددها إجمالاً 30 عملية جراحية كبرى. وكان "ريتشارد" قد حظي بهذه الفرصة التاريخية التي غيرت حياته كما يقول بعد أن وافقت عائلة "افيرسانو" على التبرع بوجه ابنهم الراحل "جوشوا" الذي توفي في حادث سيارة لكونه الفرصة الوحيدة المتاحة له بعد نجاح الفحوصات الملائمة والتقبل المبدئي من جسمه للعضو الجديد. وبعد النجاح الأولي التام للعملية وخروج "ريتشارد" بوجهه الجديد للعالم التقى بشقيقة الراحل "جوشوا" والتي عبرت عن دهشتها برؤيتها لما يشبه كثيراً وجه أخيها ونقلت إليه تحيات والدتها "غوين" التي سرها بالرغم من ألمها في وفاة ابنها أنه تمكن حتى بعد وفاته من مساعدة إنسان ليواصل حياته بشكل طبيعي ليشكرهما "ريتشارد" على موافقتهما والعائلة على منحه أملاً جديداً في حياته بعد أن كان فعلياً يفكر في وضع حد لها. وسيبقى "ريتشارد" لفترة طويلة على المضادات الحيوية وخاضعاً لبرامج علاجية وقائية لضمان استمرار تقبل جسمه للوجه الجديد وقد يستمر على هذه الحال طوال عمره إن احتاج وضعه الصحي لذلك.