في حين قال السفير المصري في الكويت ياسر عاطف في ذكرى نصر أكتوبر «إن الكويتيين كانوا في الطليعة العربية منذ حرب الاستنزاف»، ذكر رئيس التفتيش العسكري في وزارة الدفاع اللواء الركن محمد أحمد الخضر أن «العلاقات مع مصر ودية وطيبة ونحن في الكويت لا نستغني عن مصر»، لافتا إلى أن «التعاون العسكري بين البلدين قديم جدا ويشمل الاستفادة من خبرات الجيش المصري لمهاراته العالية... كما أن معزة مصر خاصة لدى الكويت والعكس صحيح». وقال الخضر في تصريح للصحافيين على هامش مشاركته الاحتفال بالذكرى الـ43 لانتصارات اكتوبر المجيدة «ان تواجدنا اليوم هنا لنشارك في احتفالات مصر بحفل اكتوبر لتهنئة مصر قيادة وحكومة وشعبا بهذه المناسبة الطيبة على قلوب جميع الكويتيين»، مستذكرا «الملحمة العظيمة التي شارك فيها جنود الجيش الكويتي مع اخوانهم من الجيش المصري لصناعة هذا النصر العظيم الذي له اثر كبير جدا لدينا، حيث امتزجت دماء الشهداء الكويتيين مع اخوانهم المصريين لتحرير ارض مصر، ارض الكنانة العظيمة». بدوره، قال الملحق العسكري في السفارة المصرية عميد اركان حرب هشام المسيك «ان حرب اكتوبر كانت حربا توحدت فيها الامة العربية فأظهرت حقيقتها كقوة مؤثرة لا يستهان بها»، متوجها بالتحية إلى «مقاتلي الجيوش العربية التي امتزجت دماؤهم بدماء جنود القوات المسلحة المصرية وهي تقود أشرس المعارك، فتحية اكبار واجلال لأرواح شهداء القوات المسلحة الكويتية الذين ضحوا بأرواحهم على أرض سيناء الغالية». وذكر المسيك في كلمته، «ان ما يجري على ارض مصر اليوم من طفرة صناعية وعمرانية وتدشين مشروعات وطنية عملاقة بمعدلات انجاز غير مسبوقة، يؤكد ان روح اكتوبر توارثتها الاجيال وايقنت ان الارادة هي مفتاح النصر والاستقرار وان قوة الامة العربية تكمن في وحدتها وترابطها»، داعيا الى «استمرار روح 6 أكتوبر الوثابة والمتحدية ليتخطى الشعب المصري كل الصعاب من اجل تحقيق كل امانيه في العيش الكريم». من جهته، وصف السفير المصري لدى البلاد ياسر عاطف الاحتفال بذكرى انتصارات اكتوبر المجيدة بانه «يوم الفخر لمصر والامة العربية جميعا»، مستحضرا كلمة للرئيس الراحل انور السادات حينما قال ان كفاحنا كان كفاحا من اجل الحق والحرية، معلقا بالقول «واعتقد ان كفاحنا حتى اليوم مازال كفاحا من اجل الحق والحرية». وردا على سؤال عن العلاقات المصرية - الكويتية قال عاطف «التعاون العربي مع مصر بدءا من حرب الاستنزاف دل على احساس الامة العربية بعمق الرابط مع مصر، ووقوف العرب صفا واحدا، وكان في الطليعة العربية الضباط والجنود الكويتيون ويحضر معنا اليوم العميد عبدالله المقلد احد الابطال الكويتيين الذين شاركوا معنا في حرب الاستنزاف ابتداء من سنة 1968 والتي توجت بانتصارات اكتوبر المجيدة وهذه صورة من صور التضامن والتكامل العربي بشكل واضح». ولفت إلى ما كان في 1990 «حينما وقف العرب جميعهم مع الكويت لتحرير الارض الغالية من الاحتلال العراقي وهي ايضا صورة اخرى من صور التكامل العربي من اجل استرداد الحق لاحدى الدول العربية الشقيقة التي اغتصب منها»، مضيفا «ونحن بحاجة الى ان تستمر هذه الروح، فنحن في مرحلة سلام ومعركة بناء ايضا، وهذه المعركة من اجل البناء والتنمية والشباب والمستقبل تتطلب ان يكون هناك تكاتف اكبر بين الدول العربية من اجل الوصول الى هذه التنمية المنشودة وتحقيق طموحات الشعوب العربية بأكملها». وعن الوضع الحالي في مصر وما تتعرض له من تهديدات اقتصادية وارهابية، قال السفير المصري «مصر تتعامل مع التهديدات بصورها المختلفة، وتبذل جهدا كبيرا على الصعيد الاقتصادي وهناك اعلان عن خطة ورؤية معينة للإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع المؤسسات المالية الدولية وعلى رأسها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، كما أعلن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بأنه ستكون هناك خطة فيها الكثير من الصعاب والمعاناة في المرحلة الاولى، ولكنها تضع اللبنة من اجل تقدم ورخاء الشعب المصري، وهناك جهود دؤوبة لتحقيق التنمية الاقتصادية في شتى المجالات». وبين عاطف أن «الجهود الحكومية المصرية متواصلة لجذب الاستثمارات في القطاع الخاص المصري في مختلف القطاعات لبناء مستقبل افضل لابنائنا»، مشيرا إلى أن «الارهاب خطر يواجه العالم كله، ونحن في مصر نواجه معركة على اكثر من جبهة سواء في شمال سيناء او الحدود الغربية مع ليبيا والتي تحمل المخاطر نفسها، ومصر تبذل كافة الجهود لمواجهة تلك المخاطر بالتنسيق مع الاشقاء في الدول العربية والدول الصديقة لان هذا خطر لن يفلت منه احد ان لم نوحد الجهود لمواجهته» واشاد عاطف بـ «جهود الجالية المصرية في الكويت في بناء وتنمية بلدهم الثاني الكويت وتعزيز التعاون بين البلدين وايضا المساهمة في بناء الاقتصاد المصري سواء بالتحويلات المباشرة او شراء العقارات والتي تعتبر رافدا مهما من روافد الاقتصاد المصري»، مؤكدا ان «مطالب ابناء الجالية المصرية في الكويت يتم رفعها الى القيادة في مصر من اجل ان تتعامل مع هذه القضايا وهذا واجبنا ولا منة فيه من احد». وعن وجود قلق لدى الحكومة المصرية من خفض تحويلات المصريين في الكويت الى مصر، قال السفير ياسر عاطف «ان القضية هي احدى قضايا المواجهة الاقتصادية، وهذه القضية لها بعدان الاول اقتصادي والآخر تخريبي بشكل ما، وهي تحتاج الى وعي واعتقد انه حينما تحل قضية سعر الصرف في مصر سيكون هناك انعكاس ايجابي على سعر التحويل من الكويت الى مصر».