كضيف خفيف الظل رفيع المقام، تطل البرامج التراثية في شهر رمضان، إطلالة لا تشبه غيرها، لتتملك الحواس بكل ما فيها من جمال، مؤكدة أنها سيدة الشاشة في الشهر الفضيل، فبريق تفاصيلها يجذب الأنظار، وعبق الأجداد ينبثق من جنباتها، راوياً حكايات تنبعث منها رائحة الهيل والزعفران والقهوة العربية، لتأخذ المشاهدين في رحلة إلى عوالم طغت عليها نكهات الأصالة، وتعود بعد غياب لتشهد على عناق حميم بين أبناء الجيل الجديد وبين الطيبين الذين يساهمون في تقديم التراث بأجمل معانيه بهذه البرامج. البيان تواصلت مع عدد من مقدمي أشهر البرامج التراثية على القنوات المحلية، ليؤكدوا بأن علاقة حميمة تربط بين التراث والشهر الفضيل، وبأن هذه البرامج نجحت في جمع الأسرة على مائدة واحدة تغذي نفوسهم وأرواحهم بالأصالة. لهفة وحنين يطل برنامج السنيار على قناة سما دبي، ليقدم للجمهور وجبة تراثية بحتة، ويصطحبهم في رحلة مع الأجداد والجدات إلى عوالم جميلة. وعن استمرارية البرنامج قالت ليلى المقبالي: نسعى لتلبية رغبات جمهورنا من خلال تقديم برامج تلامس أرواحهم، وتغذي نفوسهم، وقد نجح السنيار في جذب أنظار الجمهور، فبعد انتهاء كل موسم، كان الجمهور يطالبنا بجزء جديد من البرنامج، ما أشعرنا بالسعادة. وذكرت المقبالي أن روحانية رمضان تزيد من إقبال الجمهور على البرامج التراثية، لافتة إلى أن برامج المنوعات تغزو الشاشات طوال العام، ليشعر المُشاهد باللهفة إلى البرامج التراثية التي تتجسد فيها معاني التراث الجميل، ما يجعل البرامج التراثية الخيار الأول للجمهور خلال رمضان. وعبَّرت المقبالي عن سعادتها بإقبال الجيل الجديد على مشاهدة البرامج التراثية، وقالت: نهدف لأن نجمع أفراد العائلة معاً على وجبة تراثية غنية، تحقق التناغم وتزيد الارتباط فيما بينهم، ومن الرائع أن ينهل الأطفال من البرامج التراثية، إذ تعد بمثابة دروس في التراث الأصيل. وذكرت المقبالي أن الجوائز تلعب دوراً في تحفيز الجمهور على متابعة البرامج التراثية، وقالت: ابتكار طرق جديدة لجذب الجمهور أمر إيجابي، مادام أنه يشارك في بناء الحصيلة التراثية للجيل الجديد. وجبات غنية وتطل حصة الفلاسي على جمهورها هذا العام عبر برنامجها الشارة على قناة الإمارات، وقالت: يجمع رمضان الأهل على مائدة واحدة، وكذلك يفعل التراث، فهو يجمع الكبير والصغير معاً ليقدم لهم أطيب الوجبات التراثية والمفردات التي اندثر بعضها، ليعيد للذاكرة تفاصيل زمن عاش فيه أجدادنا، ففي رمضان تطغى العادات والتقاليد ويجتمع شمل الأسرة. ولفتت الفلاسي إلى أن البرامج التراثية تحتفظ بمكانة متميزة برمضان، وقالت: يزداد إقبال الجمهور على البرامج التراثية، وأصبحت من التقاليد الشائعة التي تجمع الأسرة معاً، فمن جنباتها تنبعث رائحة الطيبين، ويسعد بمشاهدتها الصغار لما تحتويه من أغنيات شعبية ولوحات لا يرونها في حياتهم اليومية، وإقبال الأطفال على متابعتها أمر إيجابي، لأنهم بحاجة لتعلم المفردات التراثية والعادات. ارتباط وثيق الإعلامي أحمد بن ماجد يطل في رمضان عبر برنامجه النيشان، ليكون على موعد مع الجمهور حاملاً معه وجبة تراثية دسمة ومغذية للفكر والروح. وعن ارتباط البرامج التراثية برمضان، قال: تستعرض كل محطة تلفزيونية عضلاتها برمضان، وتقدم أفضل ما لديها، وارتبطت البرامج التراثية بهذا الشهر ارتباطاً ينبثق من العادات والتقاليد، ومن خلال البرامج التراثية ننقل لأبنائنا التراث، ونوصل تفاصيله لجميع مشاهدينا. وأشار إلى أن البرامج التراثية عادةً تأخذ شكل السؤال والجواب، وقال: توصيل المعلومة أسهل ما يكون عن طريق طرح السؤال وتلقي الإجابة، وهذا يخلق الحماس في نفوس المشاهدين، ويدفعهم للبحث عن المعلومة بأنفسهم. وأكد على أهمية التجديد في هذه البرامج، لافتاً إلى أن تفاصيل الصورة وتناول المعلومة يؤثر في نسبة المشاهدة.