اليمن بعمقه العربي القديم، ومكوناتها العربية الأصيلة، يجب ألا نخرجه من هذا السياق تحت أي ذريعة خطابية أخرى، فهذا الشعب الأبي الكريم، شعر بالخطر الذي يمس قوميته العربية، من أبنائه المختطفين فكريا من الأمة الفارسية، باستخدام الغطاء الديني لتنفيذ أجندة الفرس في المنطقة العربية كما فعلت في العراق، وتفعل في سوريا، لكن أحرار اليمن لم يستسلموا للخدعة الفارسية التي استغلت التقارب المذهبي لتنفذ مخططاتها العدائية من خلاله. قاوم اليمنيون المد الصفوي المجرم في ست حروب ضد أبناء اليمن المختطفين بآيديولوجيا صفوية، وأركسوا أولئك المارقين المخدوعين، الذي طعنوا عروبتهم ووطنيتهم، لكن الغايات السياسية والمصالح الحزبية بعد الثورة اليمنية غيرت الحسابات تماما، حتى وصل اليمن إلى حافة الهاوية المرعبة، فاستنجدوا بعمقهم العربي، لإنقاذ هوية اليمن العربية من الطمس الفارسي الممنهج، فلبّى حكيم العرب سلمان النداء وجند كل طاقات بلاده لإجابة إخوته اليمنيين، ولبى العرب دعوته فتحالفوا. كل هذه المقدمة معروفة ومعلومة للجميع لكن غير المعلوم أن التحالف العربي لإنقاذ اليمن وإجابة استغاثته لا علاقة له بالدين ولا بالمذهب، بل محركه الأول هو القومية العربية، ومخطئ كل خطيب وكل كاتب وكل شاعر يلبس (عاصفة الحزم) لباس الدين أو الطائفية، لأن هذا الإلباس سيفقدها بريقها الحقيقي الذي ينتظره العرب جميعا، وقد أحيا به الهمام سلمان ضياء أمل خبا في توحّد الأمة العربية بعد كل هذا الداء العضال الذي مزق الأمة. نعم إن إلباس هذه الحرب الصفة الدينية بعاطفة ساذجة يناسب تماما المخططات الغربية والصفوية والصهيونية لتزيد مآسينا العربية، وفرقتنا التي شقيت بها الشعوب، حتى باتت الهوية العربية ضربا من الخيبات المتوالية، والفرقة والاختلاف. وإذكاء الطائفية والحروب الدينية هو الذي يمزق الشام والعراق الآن، ويجعل استقرارهما وأمانهما خيالا يستعصي على المرور في أكثر الأدمغة تفاؤلا. آمل من كل عاقل أن يمسك قلمه ولسانه، وألا ينجرف وراء عواطفه، فيحقق ما يريده أعداؤنا دون أن يشعر، فالكلمة أمانة ومسؤولية، وعاصفة الحزم استجابة للاستغاثة اليمنية، وهدفها الرئيسي إعادة الشرعية إلى الحكومة اليمنية الشرعية، ودحر الانقلابيين أيا كانت معتقداتهم وولاءاتهم، وجاءت موافقة للشرعية العربية والدولية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: عاصفة الحزم ليست دينية!!