هافانا - (أ ف ب): سيطلق نيويورك كوزموس بصيغته الجديدة حقبة جديدة من العلاقات الرياضية بين الولايات المتحدة وكوبا عندما يصبح اليوم الثلاثاء اول فريق رياضي محترف من بلاد العم سام يحل في الجزيرة الشيوعية منذ 16 عاما. واحتشد العشرات من الصحافيين المحليين والمشجعين مساء امس الاول الاحد في مطار هافانا من اجل استقبال بعثة نيويورك كوزموس بقيادة الاسطورة البرازيلية بيليه الذي دافع عن الوان الفريق بصيغته القديمة من 1975 حتى 1977 (تم حل الفريق عام 1985 ثم انشىء مجددا عام 2010 حيث يلعب حاليا في دوري اميركا الشمالية الذي يعتبر ثاني اهم بطولة محلية بعد دوري المحترفين ام ال اس). وبالطبع حظي الاسطورة بيليه الذي عانى في الاشهر الاخيرة من مشاكل صحية عديدة، بالاهتمام الاكبر ان كان من وسائل الاعلام او المشجعين الذين حاولوا مصافحته قبل ان يرافقه رجال الامن بصحبة باقي الفريق الذي يتواجه مساء الثلاثاء مع المنتخب الكوبي على ملعب بدرو ماريو ستاديوم في خطوة اضافية ضمن مسار التقارب بين كوبا والولايات المتحدة بعد 5 عقود من الجفاء والعلاقات الدبلوماسية المجمدة منذ عام 1961. ويبدو ان الرياضة ستكون حجر اساس في بداية هذا التقارب بين البلدين، اذ اعلن المسؤولون الكوبيون الاسبوع الماضي بان فريق بالتيمور اوريولز للبيسبول، اخر فريق اميركي محترف حل في كوبا وكان ذلك عام 1999، سيعود في وقت لاحق من هذا العام من اجل لقاء المنتخب الكوبي ايضا. وفي اوائل الشهر الحالي، خطا التلفزيون الرسمي الكوبي خطوة اولى من نوعها من خلال بث مباراة من الدوري الاميركي للبيسبول بسبب مشاركة لاعب كوبي هو كندريس موراليس مع فريقه كانساس سيتي روييلز ضد تكساس رينجرز. وكانت تلك المرة الاولى التي تبث فيها كوبا مباراة تضم احد لاعبيها المحترفين في دوري البيسبول الاميركي، وذلك لان هؤلاء اللاعبين ممنوعون على الصعيد الرسمي من اللعب في الولايات المتحدة واحترافهم في بلاد العم سام يصنفهم في اغلب الاحيان كـفارين. اما في ما يخص حدث اليوم الثلاثاء، فتم التخطيط للمباراة في اوائل العام الحالي عندما كشف كوزموس عن امكانية تنظيم مباراة من هذا النوع، وتحدث المدير التنفيذي للنادي ايريك ستوفر عن الموضوع قائلا: لقد تحول الامر الى واقع بشكل سريع جدا وكان علينا اتخاذ الخطوات المناسبة وجعل الجميع يوافق على الموضوع ان كان وزارة الخارجية، وزارة العدل او البيت الابيض. وواصل ذهبنا (الى واشنطن) دون اي ضجة، وابدوا دعمهم سريعا. صحيح ان الحديث عن +دبلوماسية البينغ بونغ+ (في اشارة الى زيارة المنتخب الاميركي للبينغ بونغ الى الصين عام 1971 حين اصبح اول وفد اميركي يحل هناك منذ 1949 بسبب توتر العلاقة بين البلدين في خطوة مهدت لزيارة الرئيس ريتشارد نيكسون الى بكين) امر نمطي (في حالة من هذا النوع) لكنهم سرعان ما تطرقوا اليه. لقد وافقوا سريعا على ما تقدمنا به. وحصل تسارع في مسألة زيارة كوزموس لكوبا عندما سافر مدرب الفريق جوفاني سافاريزي الى جامايكا في يناير الماضي والتقى مسؤولين كوبيين على هامش التصفيات القارية المؤهلة الى كأس العالم لدون 20 عاما. حظيت بفرصة التقدم من رئيس الاتحاد الكوبي لكرة القدم والقول له: +نريد ان نلعب مباراة ضدكم+. في البداية اجاب: +حسنا، دعنا نتحدث عن الموضوع. من اين انت؟+. اجبته +نيويورك، نحن نيويورك كوزموس+. فتغيرت ملامحه. صحيح ان كوزموس الحالي بعيدا كل البعد عن فريق السبعينات الذي ضم في صفوفه بيليه والالماني فرانتس بكنباور والايطالي جورجيو شيناغليا، ولا يلعب حتى في دوري النخبة لكن تاريخه يبقى عالقا في الاذهان كأهم سفير كروي في تاريخ الولايات المتحدة. وستكون كوبا البلد الثاني والاربعين الذي يزوره كوزموس خلال تاريخه، وقد تحدث رئيسه الحالي شيموس اوبراين عن هذه المسألة، قائلا: لا يقترب منا (من حيث الترحال) اي فريق ان كان من الماضي او الحاضر. هذا الفريق يملك تاريخا طويلا من السفر عبر البحار، انه يفتح الابواب. ما حصل (بخصوص زيارة كوبا) كان سريعا وطبيعيا. هناك رغبة من قبل الطرفين باقامة هذه المباراة. وواصل نشعر بامتياز وفخر كبيرين للقبول بهذه الفرصة، وامل ان تكون مباراتنا خطوة هامة للامام في ما يخص رفع شعبية اللعبة العالمية في كوبا وتحسين العلاقات بين البلدين.