* كان التركيز -في حقبة الحرب الباردة- من قبل الاتحاد السوفيتي على أجهزة الاستخبارات البريطانية وخصوصًا داخل ما يعرف بـ"إم. آي. أو"، فلقد تم تجنيد أسماء مشهورة مثل: كيم فيلبي Kim- Philby، وبيرغس Burgess، وماكلين Maclean، وحدث هذا التجنيد في حقبة الأربعينيات الميلادية من القرن الماضي، أي حوالى 1937م، كما يذكر بيتر رايت Wright في كتابه المثير للجدل "صائد الجواسيس". وتم لجوء ما عرف باسم مجموعة كيمبردج التجسسية للاتحاد السوفيتي بين 1950/ 1951م، وكان البحث جاريًا عن شخصية متورطة رابعة، وفجأة اعترف أنتوني بلنت: Blunt في عام 1964م بالتجسس لصالح السوفيت، وكان مكمن الخطورة والإثارة في هذا الاعتراف بأن "بلنت" كان يعمل دارسًا فنيّاً لصور الملكة منذ عام 1945م، بل إنه كُرِّم بمنحه لقب (سير) عام 1956م، ومع أنه قدم للأجهزة البريطانية وثائق هامة عن الاتحاد السوفيتي، متوهمًا أنه لن يكشف عن اسمه في وسائل الإعلام، إلاّ أن الصحيفة البريطانية المتخصصة في نشر فضائح المشاهير والموسومة Private- Eye، أشارت إلى دوره التجسسي، ممّا اضطر رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر في عام 1981م إلى الكشف عن اسم "بلنت" في مجلس العموم؛ باعتباره الرجل الرابع في حلقة روتشليد المثلية التجسسية، ولعل الباعث خلف كشف شخصية "بلنت"، والذي كان قريبًا من القصر الملكي هو ما كانت تاتشر تخطط له مع حليفها الجمهوري (ريغان) لتفكيك ما أسموه -آنذاك- بإمبراطورية الشر، إلاّ أنه بعد ثلاثين عامًا وأكثر من الكشف عن آخر خيوط حركة التجسس في الحقبة الباردة، وخصوصًا بعد نشر مذكرات "بلنت" التي ظل محتفظًا بها في مكتبة بريطانية منذ عام 1984م، أي بعد وفاة صاحبها 1983م بأزمة قلبية، وبعد مرور حوالى ربع قرن -حسب قوانين نشر المعلومات السرية- على كتابتها وتدوينها، وكان نشرها في عام 2009م، بعد هذه القصة الطويلة أو الفضيحة السياسية، فإن من يتطاول -سياسيّاً- للتجسس على دول العالم الغربي في الحقبة الراهنة ليس العدو القديم زمن الحرب الباردة، ولكنه الصديق للعالم الغربي، والحليف العسكري وهو الولايات المتحدة، إلاّ أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل المستشار الأمني الأمريكي إدوارد سنودون والذي يحظى الآن بحماية سوفيتية كان مزروعًا من روسيا نفسها للكشف عن أسرار البيت الأبيض؟! للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain