عندما يقول ولي العهد الأمير محمد بن نايف إن المملكة تقف بقوة ضد الإرهاب وإنه لن تزعزعنا مثل هذه الحوادث، وإن الوضع تحت السيطرة وإن حدث شيء سيتم التعامل معه في حينه، حين يقول ذلك فإننا نتفق معه تماما ونفخر كثيرا بتفوق الأداء الأمني وبراعته في استباق كثير من المحاولات وتعطيلها والقبض على الخلايا التي تتبناها، وقد ناضلت الأجهزة الأمنية باحتراف ونفس طويل ومهنية عالية لسنوات طويلة لحماية الوطن دون تأثير على حياة المجتمع. ولكن مع ذلك فإننا في وضع مختلف خلال هذه المرحلة لأن الإرهاب أصبح مهنة تنظيمات تحولت بشكل مريب وسريع إلى كيانات ضخمة ترعاها وتستفيد منها جهات وضعت مخططات متقنة لزعزعة البلدان المستقرة في العالم العربي وفي مقدمتها المملكة، وللأسف فإن بعض شبابنا منضمون إلى كوادر تلك التنظيمات، أي أننا محاربون بأبنائنا الجاهزين لتفجير وطنهم. نحن لا نريد أن نواجه النتيجة فقط ولكن يجب أن نحاصر الأسباب التي تشكل خلطة التطرف في عقول الشباب وتجعلهم يكفرون بالوطن ويصرون على محاربته. نعرف أن الوقت تأخر كثيرا ولكن خطورة المرحلة تستوجب قرع الأجراس ورسم الخطوط الحمراء بوضوح والإعلان بصوت قوي أنه غير مسموح أبدا تجاوزها. هذه الخلطة الجهنمية الخبيثة لا بد من تفكيك مكوناتها وقفل معاملها وإحالة صانعيها إلى المحاسبة والعقاب في محكمة وطنية علنية تكون عبرة للجميع. نريد تحويل عبارة الملك سلمان «إن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة وسينال العقاب الذي يستحقه» نريد تحويلها إلى قانون واضح بتعريفات محددة غير قابلة للتأويل وعقوبات صارمة لا استثناء فيها ولا رحمة أو شفقة بتغليب حسن النية وإتاحة الفرصة. نريد أن نحاسب ونعاقب الفكرة الإرهابية قبل الفعل الإرهابي، هذه الفكرة الخبيثة التي ما زال البعض يتبنى نشرها وزرعها في عقول الشباب بصيغ وأساليب مختلفة، في المنابر الدينية والإعلامية والثقافية والتعليمية وغيرها، وبدون محاصرتها واستئصالها لن نستطيع إنهاء هذا الكابوس. لقد أصبح ضروريا جدا إصدار قوانين تحمي الوحدة الوطنية وتحاسب كل الذين يكرسون الفرقة بين أبناء الوطن ويهددون أمنه واستقراره بأي أسلوب كان وبأي ذريعة كانت. إنه الوطن، والذين ينشرون الأفكار المتطرفة من أي مصدر وفي أي اتجاه لا يؤمنون أساسا بفكرة الوطن، فاحمونا واحموا الوطن منهم.