بوردر لاين معرض جماعي يضم أهم أبداعات الفنانين الأوكرانيين في مجال الفن المعاصر، منذ بداية الثمانينيات إلى غاية سنة 2004 التي عرفت بداية الثورة البرتقالية. المعرض، الذي يقام في كييف، يعتبر سابقة على الساحة الفنيةن حيث تعد هذه أول مرة تكرس فيها تظاهرة من هذا الحجم للفن المعاصر في أوكرانيا. عن المواضيع التي تلهم الفنانين الأوكرانيين يقول بيورن غيلدوف، مدير المعرض : البريستوريكا هي المضوع الذي ألهم معظم الأعمال خلال تلك الحقبة. الموضع الثاني هو مسألة الهوية، الهوية الشخصية والوطنية. الذي شكل تساؤلا كبيرا أثناء إنهيار افتحاد السوفياتي. والموضوع الثالث هو الرشوة و الفساد خصوصا خلال التسعينيات. هذه الأعمال مرآة تعكس واقع المجتمع. عبر مجموعة من الصور المؤثرة، ينقل لنا المصور بوريس ميخاييلوف فقر وعجز فئة من المجتمع فقدت كل شيء مع إنهيار الإتحاد السوفياتين فئة لم تنجح في التأقلم مع الرأسمالية. الفنان حرص على نقل هذه المعانات رغم عدم توفر الإمكانيات الكافية لذلك، حيث يقول : خلال الكساد الكبير الذي عرفته الولايات المتحدة، قامت الحكومة بتوظيف مصورين لنقل صور عن الكساد.هنا لا أحد يعطينا المال. لكننا قمنا بفعل نفس ما فعله المصورون الأمريكيون خلال تلك الحقبة. موضوعي الفقر والوحدة هما كذلك محور اعمال سيرهي براتكوف. الفنان ينقلنا إلى قلب واقع الفئة المهمشة من خلال تسجيل مصور لسيدة عجوز تتناول الحساء في مطعم يقدم وجبات مجانية للفقراء. يصف براتكوف عمله قائلا : هذا التسجيل تم في إقليم قرم. السيدة العجوز التي ربما ليس لها اقارب. تشرب الحساء وهي جائعة لدرجات أنها تجمع فتات الخبز لتأكله. نافورة الإنهاك عمل يعبر عن الخلل الذي عرفته البنيات التحتية في أوكرانيا خلال التسعينيات حيث شهدت مدينة كاركيف إنقطاع الماء خلال أكثر من شهرين. عن معنى هذا العمل يقول الفنان بافلو ماكوف : العمل صمم سنة 1994. معنى هذه النافورة بكل بساطة هو الإنهاك الذي عرفه المجتمع، عدم القدرة على متابعة الحياة كما كانت من قبل. للأسف منذ سنة 1994 لم تتغير أمور كثيرة. فنانو هذه التظاهرة يتميزون بكونهم لعبوا دورا اساسيا في رسم معالم الفن الأوكراني العصري، حيث إستطاعوا بفضل الحرية الفنية التي عرفتها البلاد بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي، نقل صورة عن مجتمع يعرف منذ اكثر ربع قرن تغيرات إديولوجية وإجتماعية جدرية.