كل كلمات الاعتذار بالتأكيد لا تكفي على الخطأ الجسيم الذي وقع بنشر صورة غير لائقة أخلاقياً في ملحق خارجي ينشر مع الشرق ، وأتحمل المسؤولية كاملة أمام الله قبل كل شيء ، وأمام قطر البلد والشعب الذين ائتمنوني على أمانة النشر ، وأمانة الكلمة ، وأمانة الصورة ، وأمام مجلس الإدارة الذي وثق بي وأوكل لي مهمة رئاسة التحرير ، ويشهد الله أن الذي حدث خطأ غير مقصود تماما ، فالجميع يعرف جيدا سياسة الشرق التحريرية ، ويعرف القائمين على هذه الصحيفة ، التي ما فتئت تدافع عن قضايا المجتمع بكل أمانة وإخلاص ، وتقود مبادرات عدة على صعيد دعم القيم والمبادئ والأخلاق ، التي تربى عليها هذا المجتمع الأصيل ، وما حملة " الدين النصيحة " و " والله عيب " و " انتبه " ، التي تتحدث عن أهمية ترسيخ الأخلاق والقيم لدى أفراد المجتمع ، والحفاظ على أرواح أبنائنا منا ببعيد . لا أقول ذلك دفاعا عن الخطأ الذي وقع ، والذي اعتبره شخصيا أسوأ ما تعرضت له في حياتي الصحفية الممتدة لربع قرن من العمل الصحفي ، ولكن الجميع يعلم أن الخطأ في إي عمل وارد ، خاصة في عالم الصحافة ، هذه المحرقة اليومية ، التي تتطلب سرعة انجاز ، ودقة في التحرير ، ومصداقية في الخبر .. ، بالتزامن مع عدد صفحات لا تقل عن 82 صفحة يوميا ، فالعدد الذي وقع فيه الخطأ ـ عدد الاثنين ـ وصلت عدد صفحاته إلى 112 صفحة . قيمنا ومبادئنا وأخلاقياتنا خط احمر لا يمكن التهاون أو التساهل فيها ، وعليه فقد وضعت استقالتي منذ اللحظة امام مجلس إدارة دار الشرق لاتخاذ ما يراه مناسبا ، والبت فيها . كما تم إنهاء خدمات الصحفي الذي تسبب بنشر الصورة ، والخصم والإنذار لمسئوله المباشر ، واتخاذ إجراءات اشد صرامة في عملية النشر والمتابعة والتدقيق في كل ما ينشر . وإنصافا للحق ، وأمانة للكلمة ، فان الشرق ظلت على الدوام ـ وستبقى ـ محافظة على القيم والأخلاق ، رافضة تحت إي مبرر الانزلاق لنشر خبر أو صورة غير لائقة تتنافى مع قيم وخصوصية مجتمعنا ، ورفضنا على الدوام حتى تلك الإعلانات التي ترد بها صورا قد تكون غير محتشمة ، رادين حملات إعلانية يقدر البعض منها بالملايين ، إيمانا منا بأن ديننا وأخلاقيات مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا هي الأساس في النهج الذي تسير عليه الشرق ، منحازين إلى هذه القيم على الدوام . وكم أقدمت الشرق وبتوجيهات من رئيس مجلس الادارة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني و نائب رئيس مجلس الادارة الشيخ خالد بن ثاني بن عبدالله آل ثاني ـ العضو المنتدب ، ودعم ومساندة من أخي الأكبر مقاما عبداللطيف بن عبدالله آل محمود الرئيس التنفيذي لدار الشرق ، بقيادة مبادرات نوعية من خدمة المجتمع ، منها تفريج كربة ، ومؤتمر حقوق العمال والمسؤولية الاجتماعية .. ، والتبرع بإيرادات الشرق والبننسولا لقضايا وشعوب امتنا ، والتبرع لدعم لغزة والصومال وغيرها من الاشقاء المحتاجين ، وهذا ليس منة او تفضلا ، انما واجبا نعتبره ، ورسالة نؤديها تجاه مجتمعنا وامتنا . لقد كشفت لنا هذه الواقعة الأليمة مدى تمسك افراد مجتمعنا بالدين والقيم والأخلاق ، وهذا أمر مفرح ، وبقدر حزننا على ما حدث إلا أن ردة الفعل من قبل الغالبية كانت مبشرة اننا في مجتمع متمسك بهويته الاسلامية والعربية ، وان كان البعض حاول الاصطياد بالماء العكر ، وحاول الاساءة الى هذا الصرح الاعلامي العريق ، مرة بالتشهير ومرة باللمز .. . كل الشكر والتقدير لمجلس الادارة الذي منحني فرصة للعمل مع نخبة من الأخوة الافاضل اداريين وصحفيين ، واعتز بذلك كثيرا ، واعتذر عن اي تقصير او سوء تقدير صدر مني خلال تلك الفترة . والشكر الاكبر لكل مواطن ومقيم على هذه الارض الطيبة ، الذين كانوا خير سند والموجه لي شخصيا ، وناصحين لما اقوم به من اجتهاد في عملي الصحفي ، فلكم جميعا كل الشكر والتقدير .