×
محافظة حائل

عام / جامعة حائل تعلن موعد تسجيل مواد الفصل الصيفي

صورة الخبر

هل فكرت يوما كيف يتعاطى الرياضيون اللامعون على وجه التحديد لا الحصر مع غذائهم اليومي؟ وكيف يتحلون بأجسام تزف لهم النجاح على طبق من ذهب؟ فالتغذية لدى الرياضيين ليست مسألة اعتباطية، إنما هي أجندة مدروسة ومحكمة الضوابط، فإذا أردت رياضيا يحصد نتائج تعانق التفوق وتتشبث بالعطاء، فإن إيلاء الاهتمام بغذائه والتمسك بالبعد الصحي فيه مسألة لا مناص منها. فالتقدم الذي أحرزته الرياضات في العالم على مستوى العناية بها وإعطائها الكثير من الاهتمام كرياضة كرة القدم مثلا، أدى إلى حرص كبير لإنجاح مثل هذه الرياضة من خلال التركيز على بناء لاعبين محترفين وماهرين، وهذا لن يكون ممكنا إذا اختل البعد الصحي للاعب وخاض ماراثون التحدي الرياضي بجسم غير متوازن وغير محكم البناء. للتمكن من بناء عضلات كافية في وقت محدد ووجيز وللوقاية من مخاطر الإصابات يجب أن يحظى الجسم الرياضي بكفايته من السوائل غذائي دوائي هذه الحكمة التي تتعامل بها الأندية الرياضية مع لاعبيها، فـالغذاء السليم يبني جسما سليما ومعافا مؤهلا ليكون أهلا لخوض غمار التحديات الرياضية على اختلاف دروبها، فتعامل الأندية اليوم مع فقرة تغذية رياضييها مسألة غاية في الأهمية والدقة وتستند لبعد علمي كبير ولا تخلو من رهانات علاجية جمة توضع على عاتقها. فمسألة التغذية اليوم للرياضيين لم تعد مرتبطة فقط بما يتناوله الرياضي من طعام وما يسجله الميزان أثناء قراءة وزنه، فهناك حاليا جوانب تفصيلية دقيقة وعلمية تقارب كل لاعب على حدا حسب بنيته الجسدية واحتياجاته الغذائية. فمن أبرز الظواهر الغذائية لبعض الرياضيين حاليا، الوجبات الغذائية التي توزع عليهم على أرض الملعب أثناء التمرين، وهي تضم الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والكربوهيدرات ولا تحتوي إلا قلة قليلة من السكر، فهي عبارة عن جرعة صغيرة من الطاقة ولكن ليس على غرار الأكياس الصمغية أو الهلامية التي يستخدمها العدائون لمسافات طويلة. ولعل عالم مائدة التدريب بالنسبة للرياضيين هو الأكثر إثارة ودقة في ملف غذائهم، حيث توجد أصناف متنوعة من الطعام غير معالجة، التغذية لدى الرياضيين هي أجندة مدروسة ومحكمة الضوابط فكل ما تقع عيناك عليه هنا عضوي بامتياز ولا يمت للسكر بصلة، فاللاعب على هذه المائدة على يقين أنه يتناول غذاء صحيا وعلميا ووقائيا بامتياز. ولا يحرم اللاعبون عادة من العصائر الطازجة الغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، فهي تمدهم بالنشاط والحيوية وتجدد الطاقة لديهم. كما يستمتع عدد من اللاعبين اليوم بزاوية أطعمة سوبر أو لوكس، حيث يمكن تخبئة اللفت والسبانخ وبذور النشا في مجموعة من الفواكه العذبة. وحتى عند إغلاق موائد التدريب يظل لدى بعض اللاعبين في غرفة الوزن، فرصة إعداد مزيج من خليط البروتينات بالإضافة إلى وجبات معدة مسبقا ومحفوظة في الثلاجة. لتظل معضلة مكافحة الجفاف من أولى أولويات القائمين على التدريب والعناية باللاعبين على المستوى الصحي، وذلك للظفر بلاعب قوى صامد أمام الإصابات أثناء خوض غمار التحدي الرياضي. فمقابل كل جزيء من الكربوهيدرات المخزونة في العضلات، يخزن الجسم أيضا ثلاثة جزيئات من الماء، وكلما دعمت أكثر عضلات الجسم أثناء التدريب، كلما كانت أكثر قدرة على تخزين السوائل لوقت أطول. وللتمكن من بناء عضلات كافية في وقت محدد ووجيز وللوقاية من مخاطر الإصابات والالتهابات، يجب أن يحظى الجسم الرياضي بكفايته من السوائل، وذلك حسب بنيته الجسدية، فمثلا في ألعاب القوى وغيرها كالمصارعة يحتاج لاعب بوزن 204 باوند أكثر من 12 كوب ماء يوميا، لأن جسمه يطرح الكثير من العرق أثناء الجلسة الرياضية الواحدة، وقلة السوائل تعنى الجفاف وبالتالي هشاشة اللاعب عضليا أمام ضربات الخصم ومناوراته. أما لاعب كرة القدم كمثال ثان فهو بحاجة إلى الفواكه والخضروات على اختلاف أنواعها خاصة منها الشمندر واللفت والسبانخ والخس والملفوف بالإضافة الى بعض البروتينات بكميات مدروسة. كما أنه بحاجة إلى الكربوهيدرات الموجود في البطاطا والفاصوليا وعليه تجنب السكريات والدهون الضارة الموجودة في الوجبات السريعة والجاهزة ورقائق البطاطا المقلية على سبيل المثال. لا يحرم اللاعبون عادة من العصائر الطازجة الغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، فهي تمدهم بالنشاط والحيوية وتجدد الطاقة لديهم. لكن بعض اللاعبين الآخرين تجدهم مطالبون بحمية غذائية أشد صرامة وحرصا، فيعمدون إلى إضافة المكملات الغذائية للتعافي سريعا مثلا، حيث تبيع بعض الشركات مكملات غذائية تطرحها المعدة في 10 دقائق وتبلغ الخلايا والعضلات في 45 دقيقة، وهي ضعف السرعة التي تصل بها بقية المنتوجات. ليبقى موضوع المكملات الغذائية نقطة توجس لدى عديدين، حيث يعزف عنها لاعبون آخرون ويكتفون بالغذاء الصحي العضوي المتوازن أثناء خوض غمار تحدياتهم الرياضية التي لا تقبل إلا بأجسام في مستوى رهان تحدياتها ومهارات تصنع المفارقة وتخطف الأضواء.