بيروت: «الشرق الأوسط» نفى رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أمس أن يكون قد بعث برسالة إلى الرئيس السوري بشار اسد، يدعوه فيها إلى إعادة تقييم العلاقة الثنائية، في مؤشر إلى تغيير جنبلاط لموقفه السياسي المعارض للنظام السوري. وقال جنبلاط لصحيفة «الأنباء الإلكترونية» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه أمس: «على حد علمي، لم أصل بعد إلى هذه الدرجة من الخرف أو الهبل السياسي». وكانت صحيفة «دايلي ستار» اللبنانية، الناطقة باللغة الإنجليزية، نقلت عن مصدر سياسي مقرب من فريق «8 آذار» قوله إن النائب طلال أرسلان، نقل رسالة ذات شقين من جنبلاط إلى الأسد، يدعوه فيها إلى «إعادة تقييم العلاقات بين الحزب التقدمي الاشتراكي والإدارة السورية». وناشد جنبلاط الأسد، وفق مصدر الصحيفة، «إعادة إلحاق اثنين من الضباط الدروز المنشقين بالجيش السوري النظامي». وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد «رد بنصف جواب إيجابي». وفي حين نقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، المقربة من سوريا، عن مصدر سوري كل ما ذكرته صحيفة «دايلي ستار»، سواء لناحية أصل الرسالة، أو الرد عليها، نفى أرسلان بدوره في حديث «للمؤسسة اللبنانية للإرسال» أن يكون نقل «رسالة سلبية أم إيجابية من جنبلاط إلى الأسد أو العكس»، مؤكدا أن «لقاءه الأخير مع الأسد يعود إلى 15 يوما». وأكد أنه «لم يتطرق إلى هذا الموضوع مع جنبلاط». ويعتبر جنبلاط من أشد معارضي النظام السوري في لبنان، علما أنه سبق وناشد الأسد، مع اندلاع التحركات الشعبية ضد نظامه، أن يبادر إلى تحقيق مطالب شعبه وإجراء إصلاحات جدية. وبلغت علاقة جنبلاط مع الأسد، حد القطيعة الكاملة، خصوصا بعد مناشدته دروز سوريا الانشقاق عن الجيش النظامي والانضمام إلى صفوف المعارضة. لكن خلافه مع النظام السوري لم ينعكس على موقعه الوسطي، حيث يبقي خطوط الاتصال مفتوحة مع حلفاء الأسد في لبنان، ويميز بين موقفه من أزمة سوريا ونظرته إلى الاصطفاف اللبناني الداخلي، حيث يصر على موقعه الوسطي إلى جانب الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.