في الوقت الذي تمتع فيه الطلاب السعوديون الدارسون في الجامعات الأميركية بإجازة استمرت أسبوعاً، إلا أنهم عادوا إلى مقاعدهم حزينين، فصديقهم فارس اليامي لم يعد بعد، إذ اعتادوا على مشاهدته في صباح كل يوم، يقاسمهم همّهم المستقبلي والابتسامة تعلو محيّاه، لتبدأ رحلة البحث عنه في الكلية وفي الحيّ الذي يجمعه بجيرانه، وبين تجمّعات أصدقائه انتهاء بـ«هاشتاغ» يسجله مفقوداً جديداً في سجلّ المبتعثين. وتعيش عائلة وذوو الطالب السعودي فارس قعوان اليامي منذ أسبوع تقريباً، حالة من الصدمة والقلق بعد ورود أنباء عن تغيّب ابنهم طوال الفترة الماضية في ظروف غامضة. في الوقت الذي تكثّف الأجهزة الأمنية الأميركية جهودها، وانتشار أفرادها، خصوصاً في ولاية فيرجينيا، وهي مقرّ سكنه، في محاولة للعثور عليه، أو التوصّل إلى أي خيط أمل يفكّ لغز اختفائه المفاجئ، وذلك بعد تواصل مشترك بينها وبين السفارة السعودية في واشنطن. وبحسب مصدر مقرّب تحدّث لـ«الحياة» أن الطالب فارس تغيّب منذ أيام (قبل نحو أسبوع). وأكد أنهم قاموا بإبلاغ الأجهزة الأمنية للمساندة في البحث عنه، مشيراً إلى أن الهدف هو التأكد من وجوده في أميركا أو سافر إلى دولة أخرى. وأشار إلى أن فارس من الطلاب المتفوقين دراسياً في الجامعة، إذ يدرس الهندسة، وقضى في أميركا 3 سنوات، وحصل على نسبة 4.8 من 5 في الجامعة. وأوضح حسين قعوان اليامي - شقيق المفقود لـ«الحياة» - أنهم قاموا بإبلاغ الجهات المعنية، مؤكداً أن الـ«إف بي آي» يقود بدوره عمليات التمشيط والبحث المستمر للعثور عليه. وكشف أنهم علموا بتغيّب فارس بمحض الصدفة، وذلك من طريق الاتصال المتكرر على هاتفه النقال، الذي كان حينها مغلقاً لمدة أسبوعين متتاليين، وكان حينها في إجازة، مشيراً إلى أنه لم يتم إبلاغهم عبر أصدقائه، أو حتى الجامعة التي يدرس فيها. ولفت حسين إلى أن شقيقه فارس لم يعد إلى الجامعة بعد الإجازة، أو مقرّ سكنه. وذكر أن فارس أبلغ أحد أصدقائه أنه مسافر لإحدى شقيقاته والتي تدرس في ولاية قريبة من ولاية فيرجينيا، ومن ذلك الحين لم يعد أحدٌ يعلم عنه شيئاً، واستبعد أن يكون قد سافر إلى دولة أخرى، من أجل السياحة، مؤكداً أنه لم يبلغهم بذلك مطلقاً. وذكر أن مدة الإجازة التي حصل عليها شقيقه فارس أسبوع فقط، لكنها انقضت منذ 4 أيام. ولفت إلى أن المفقود يدرس في جامعة Vcu Richmon والتي تقع في ولاية فيرجينيا. فيما أكد الملحق الثقافي في واشنطن الدكتور محمد العيسى لـ«الحياة» أنه بمجرد حصول أمر مثل الاحتفاء والفقد، يتم إيصاله إلى القنصلية التابعة للولاية نفسها، أو السفارة في واشنطن، وهم من يتولون الموضوع. وأوضح أن الملحقية عملها أكاديمي تعليمي، وتحتاج مثل هذه الأمور إلى تواصل مع الجهات الأمنية والمعنية الأميركية.