نحن على أبواب تشكيل جديد للمجلس الوطني الاتحادي، ففي أكتوبر/تشرين الأول المقبل سينتخب 20 عضواً جديداً، ويعين أصحاب السمو حكام الإمارات ال 20 الآخرين، لكن هل يعي الناخب فعليا مدى أهمية مشاركته في العملية الانتخابية؟ أم أنه يمارس دوره على استحياء؟ في الدورة السابقة في العام 2011 كانت نتائج مشاركة الناخبين جدا بسيطة، ولم ترق إلى مستوى التطلعات والتجهيزات التي أعدت للحدث، ما ينم عن ضعف الثقافة الانتخابية، إذ امتنع نحو 70% من اجمالي الناخبين المسجلين البالغ عددهم نحو 130 ألف ناخب وناخبة عن التصويت، بعدما علقت عليهم الآمال في المشاركة، فهل تمت دراسة أسباب عزوفهم لتجنب تكرار السيناريو نفسه في الانتخابات المقبلة؟ المرشحون لمقاعد المجلس الوطني الاتحادي تقع عليهم مسؤولية كبيرة في إقناع الناخب وتشجيعه على المشاركة، وهذا يتطلب منهم الابتعاد عن المواضيع الفضفاضة البعيدة عن احتياجات المواطنين الحقيقية، فقرب المرشح من الناس وتعاطيه مع قضاياهم اليومية هو المعيار الحقيقي لاختياره، لأن الجمهور اليوم أكثر وعيا بقضايا الوطن وبمدى مصداقية المرشح بالشعارات التي يدعو لها، وأكثر قدرة على التمييز إن كانت شعاراته مرحلية فرضتها الانتخابات أم ستكون ممارسة فعلية على أرض الواقع. شهدنا في الدورات السابقة في تجربة انتخابات عامي 2006 و2011 حملات انتخابية يصلح أن نطلق عليها لقب حملات حالمة لا تمت للواقع بصلة، ونتمنى هذا العام أن نرسم ملامح شخصية عضو المجلس الوطني المقبل من خلال حملته الانتخابية، ليتمكن الناخبون من اختيار العضو القادر على التعاطي مع مختلف القضايا ومع جميع شرائح المجتمع، والأمر الأهم الحضور الإعلامي للمرشح سواء في الصحف والمواقع الإلكترونية أو في مواقع التواصل الاجتماعي ليتابع الناخب أبرز أطروحاته وتتضح الصورة أمامه ليتشجع للمشاركة في عملية التصويت. لو تأملنا مسألة انتخاب امرأة فسنجد أن التحدي كبير، ففي الدورة السابقة حصلت امرأة فقط على نسبة عالية في التصويت لتظفر بمقعد في المجلس، وللأسف المرأة لا تنتخب مرأة، فهل إيمان الناخبين والناخبات بقدرة المرأة على تمثيلهم في البرلمان ضعيف؟ أم أن برنامج المرأة الانتخابي ضعيف وغير مقنع؟، وهل سنشهد ثقافة جديدة أكثر وعيا من النساء أنفسهن لتمكين المرأة بشكل أكبر في المجلس الوطني؟، خاصة أن عضوات المجلس أثبتن قدرتهن على مناقشة قضايا المواطنين وطرح الحلول الواقعية وتمثيل الدولة في البرلمانات العالمية. ثقافة الانتخابات في الإمارات ما زالت حديثة، وتجسد خصوصية نحتفظ بها لأنفسنا، وتحتاج وقتاً إلى أن تنضج، ليحمل الانتخاب المواطن المسؤولية في التفاعل الواعي مع نتائجه، باعتباره واجباً مجتمعياً. في اكتوبر المقبل ستشهد الإمارات عرسا انتخابيا ليشكل ضوءاً جديداً على طريق المستقبل الإماراتي، ونأمل أن يكون على درجة كبيرة من المشاركة، ويكون كل مواطن واعياً بأهمية صوته ومشاركته، فأنا وأنت وهي وهو صوت ورصيد مهم لا حدود له، لتوجيه مسار الانتخابات الإماراتية، وما يردده الناخب لن يؤثر غيابي على الحدث، وماذا سوف استفيد من المشاركة؟ يجب أن يختفي من قاموس الناخبين، ليكون العرس هذا العام مختلفاً. Eman.editor@hotmail.com