بدأت وزارة الاديان الاسرائيلية وحزب البيت اليهودي الحليف لبنيامين نتنياهو في حكومته اعداد مشروع قانون يسمح بموجبه لليهود بالصلاة في المسجد الاقصى. ويشارك في المداولات التي تستمر هذا الاسبوع منظمات ما يسمى بالهيكل المزعوم والحزب المذكور والقسم القانوني في وزارة الاديان قبل عرض المشروع على الكنيست. وكانت منظمات الهيكل المزعوم والاحزاب اليهودية الدينية المشاركة وغير المشاركة في الحكومة الاسرائيلية كثفت في الشهور الأخيرة عمليات اقتحام المسجد الاقصى دون ضوابط، واقامة الصلاة في باحات المسجد التي تبلغ مساحته 144 دونما واحاطه الاسرائيليون بسلسلة من الكنس اليهودية بعد الاستيلاء على منازل عربية سواء بالقوة او بالتزوير او بالاستئجار بطرق ملتوية، حيث ان اغلب منازل القدس القديمة هي وقف ذري لا يراقبه احد ويمكن ان يكون البيت الواحد ملكا لالف شخص. وتحظر التعاليم اليهودية دخول الحرم القدسي قبل ظهور ما يسمى بالمسيح ملك اسرائيل الذي سيعيد بناء الهيكل، فيما بدأت منظمات يهودية الغاء هذا الحظر قائلة إن بناء الهيكل على انقاض المسجد الاقصى سيسرع من قدوم المسيح المنتظر واعدت هذه المنظمات مستلزمات بناء الهيكل وصوره وهي ادوات بناء لا تستخدم فيها المعدات والآلات كالحجارة وملابس الكهنة المنسوجة يدويا والاصبغة المستخرجة من عيون اسماك محددة تعيش في البحر المتوسط الخ، وفي كل عام تحاول هذه المنظمات خاصة منظمة جبل الهيكل ادخال حجر كبير الى ساحة المسجد الاقصى لوضع حجر الاساس. واستقر الرأي لدى السلطات الاسرائيلية على اتخاذ خطوات مشابهة لما حدث في الحرم الابراهيمي في الخليل حيث بدأ تهويد الحرم تدريجيا وفقا لردود الفعل الدولية والاسلامية وذلك بالسماح لليهود باداء الصلاة فيه دون ادوات كالكتب والرموز الدينية اليهودية والمقاعد، ثم جرى ادخال مقاعد ورموز مؤقتا ثم تم تركها هناك ثم شدد الاحتلال قبضته على الحرم وسيطر على بوابته وجرى بعد ذلك تقسيم الحرم الى قسمين، وفيه جرت مذبحة الحرم برصاص جندي اسرائيلي استشهد خلالها 29 فلسطينيا اثناء الصلاة في عام 1994. وحاليا يسيطر الاحتلال على الحرم ويمنع الصلاة كيفما شاء وبات الحرم عمليا كنيسا لليهود. وهذه الخطوات التدريجية للتهويد يجري تطبيقها في الحرم القدسي ولكن بموجب التشريع القانوني الجاري وضعه حاليا. وفي بداياته سيسمح لليهود بالدخول للصلاة في اوقات محددة ثم في اي وقت ثم اقامة كنيس يهودي جرى التخطيط له شرقي قبة الصخرة المشرفة. وكانت الاوقاف الاردنية حتى سنوات غير بعيدة تتولى مسؤولية ابواب الحرم القدسي وهي التي تراقب الزوار والسياح وتنظم عمليات دخولهم الى الاوقاف الفلسطينية التي لا تملك سلطة على الابواب فتولت شرطة الاحتلال السيطرة على مداخل الحرم وصارت تمنع المصلين وتحدد اعمارهم كيفما شاءت، وأظن ان الحل السريع لهذا الوضع هو اعادة اوقاف المسجد الاقصى الى السيطرة الاردنية وخاصة ان هناك اتفاقا اردنيا فلسطينيا حول الموضوع وفي حالة عدم تولي الاوقاف الاردنية الاشراف على الحرم وسدنته فان اسرائيل ستتمكن من التغلغل في الحرم وتقسيمه واقامة كنيس يهودي كنواة للهيكل المزعوم. ذلك ان غياب اي جهد عربي واسلامي في الوضع السائد عربيا فان التقسيم وارد والتهويد قائم. فالتطور الأخير الذي تريد اسرائيل فرضه بالقانون يجب ان ينقل الى الأمم المتحدة وحتى مجلس الأمن لمناقشة هذا الاجراء الذي يمس مشاعر كل المسلمين.