×
محافظة الرياض

«أوتوستار» تخطط لرفع مبيعاتها إلى 30 ألف سيارة بحلول عام 2017

صورة الخبر

يبدو أن الولايات المتحدة لا تستطيع منع نفسها من حماية إسرائيل، دولة الفصل العنصري. فعندما بدا أن الرأي العام، حتى في الحكومة الأمريكية، أخذ في التحوّل، قررت الولايات المتحدة اعتقال أعداد كبيرة من أعضاء الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم)، قبل يوم من الموعد المقرَّر لإجراء تصويت في الفيفا على طرد إسرائيل. وكان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، قد طالب بالتصويت، بناءً على انتهاكات إسرائيل العديدة لميثاق الفيفا. ومن بين تلك الانتهاكات: - تقييد حركة اللاعبين الفلسطينيين، ومنعهم بالتالي من المشاركة في مباريات كرة القدم؛ - منع إنشاء نوادي كرة قدم فلسطينية في القدس الشرقية؛ - رفض منح التصاريح اللازمة لزيارات البعثات الرياضية الأجنبية؛ - تشكيل فرق كرة قدم إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، في انتهاك ليس لقواعد الفيفا وحسب، بل للقانون الدولي أيضاً. - إصابة اثنين من لاعبي كرة القدم الفلسطينيين الشبان الواعدين- وهما جوهر ناصر جوهر (19 عاماً)، وآدم عبد الرؤوف حلبية (17 عاماً) بإعاقة دائمة. فقد أصابهما إرهابيّو الجيش الإسرائيلي بعدّة عيارات نارية في أقدامهما، أثناء عودتهما إلى منزليهما من تدريبات كرة القدم يوم 31 يناير/كانون الثاني 2014. وقد أصيب جوهر في القدميْن عشر مرات؛ بينما أصيب حلبيّة، مرةً في كل قدم. ومن حسن حظّهما أنهما لا يزالان قادرين على المشي؛ ولكنهما لن يكونا قادرين على لعب كرة القدم مرة أخرى أبداً. ان الفساد المتفشي في الفيفا، أسطوري في حجمه وأبعاده، ومع ذلك، تظل هذه المنظمة أكثر رابطة لكرة القدم في العالم قدرةً على البقاء، ولأسبابٍ معينة- أشدَّها مهابة. وطرْدُ إسرائيل منها سيبعث برسالة على نطاق عالمي، يبدو أن الولايات المتحدة ليست مهيأة لأن تدعها تنتشر في العالم. وهل مِنْ طريقة أفضلَ لعرقلة ذلك، مِن اعتقال كثير من كبار المديرين التنفيذيين في الفيفا، وتجنُّب التصويت، وما يمكن أن يولّده كل ذلك من عناوين الأخبار الرئيسية غير السارّة؟ سوف تنصبّ جميع أنباء الفيفا الآن على الاعتقالات، وحتى هذه، سرعان ما تتلاشى، ولن يتابعها إلاّ القليل من الناس.. أمّا إسرائيل فتستطيع تنفس الصعداء، مدركةً أنها قد تملصت- مرة أخرى بفضل راعيتها- من رصاصة دولية أخرى كادت تصيب سمعتها في مقتل. ولكنها مع ذلك، أصيبت ببعض الجراح؛ فوسائل الإعلام الاجتماعي الآن، هي بمثابة المدّعي العام، والقاضي، والمحلفين ومنفّذ الحُكم، بعد أن انتزعت هذه الأدوار من الولايات المتحدة التي تقاوم ذلك بعناد، والتي تعتبر تلك المهام اختصاصها الحصْري، الذي لا ينبغي لأحد أن ينازعها إياه. وكيف يجرؤ أيٌّ كان على أن ينتزع من وسائل الإعلام الأمريكية المملوكة للشركات الكبرى، دوْر إخبار الناس بما هو مهم، وبما يمكن إهماله والتغاضي عنه؟ ولكن مواقع فيس بوك، وتويتر، والعديد من المواقع الأخرى، فعلت ذلك بعينه، فأذاعت أنباء جرائم الحرب الإسرائيلية الكثيرة، وتواطؤ الولايات المتحدة فيها، على نطاق واسع. ونتيجة لذلك، تقوم أعدادٌ متزايدة من المدارس والكنائس بسحب استثماراتها من الشركات الإسرائيلية، ويتضاءل عدد الفنانين المستعدّين لتقديم عروضهم في إسرائيل، ويرفض أكاديميون بارزون دعوات المشاركة في أحداث ثقافية تُقام في إسرائيل. وإذا كانت الولايات المتحدة لا تستطيع السيطرة على تدفق المعلومات بعد الآن، فهي تستطيع حظر المعلومات التي لا ترغب فيها. وفي هذا السياق، تتخذ إجراءات عديدة لإخماد الاحتجاجات المحلية على الدعم الأمريكي للفصل العنصري الإسرائيلي، ومن أهم الجهات المستهدفة بتلك الإجراءات، حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها ومعاقبتها، وحَرمُ الجامعات في البلاد. وقد حولت تلك الإجراءات مؤسسات التعليم العالي، من أماكن لتعليم التفكير، وتبادل الأفكار بين الطلاب، والتصدي لها بالبحث والمناقشة، إلى أماكن يتربّوْن فيها على أداء الوظائف والمهام التي قد تعرضها عليهم الشركات الأمريكية. ولا يجب إعداد الطلاب بحيث يشعرون بالانزعاج من سلوك إسرائيل، لو تجرأت جماعة طلابية فلسطينية على اتهام دولة الكيان بانتهاك القانون الدولي. بل أفضل لهم، أن يجلسوا في غرف الصفّ في دروس التسويق، يتعلمون كيف يبيعون بعض المنتجات التكنولوجية، من أن يشغلوا أنفسهم بالمحنة التي يعانيها شعبٌ يتعرض لظلم وحشي. كتب الصحفي سَري مقدسي، في صحيفة لوس انجلوس تايمز: إنّ ما نشهده في نقاشات الحرم الجامعي حول إسرائيل والفلسطينيين هو وضع يزداد اختلالاً بصورة مستمرة. فبينما يعتمد أحد الطرفين على الأدلة التاريخية، والقانون الدولي ووثائق الأمم المتحدة، يتذمر الطرف الثاني قائلاً إنّ كل ذلك يجعله يشعر بأنه مهدَّد ومنزعج. والثقافة لا تكتسب مصداقيتها من الكيفية التي تجعلنا نشعر بها إزاء الأمور، بل من مدى صمودها للمنطق والأدلة. وتقديم المشاعر والأحاسيس على الحجج المنطقية - وإخضاع الحجج للسيطرة، حفاظاً على المشاعر - يشكلان خطراً داهماً على الحرية الأكاديمية والفكرية، لأسباب ليس أقلها تعبئة القوى السياسية والخارجية للتدخل في المناقشات داخل الحرم الجامعي. إن العقلية التي ترى الخطر في كل مكان، مشتركة بينإسرائيل والولايات المتحدة. وثمة أمثلة على ذلك. ففي عام 1991، رفض عريف في مشاة البحرية، هو جيف باترسون الذهاب للخدمة في حرب الخليج. وعندئذٍ، وُجهتْ إليه تهمة الفرار من الجندية، وأن أفعاله تهدد أمن الولايات المتحدة. واعتقاد الولايات المتحدة الجادُّ بأن جندياً مغموراً في مشاة البحرية، يمكن أن يهدد أمنها برفض الخدمة العسكرية، يعكس صورة عقلية إسرائيل، التي تعتبر كل انتقاد تهديداً لجوهر وجودها... والتي ترى في لاعبيْ كرة قدمٍ يافعيْن، خطراً داهماً، فلا تجد سبيلاً إلى درئه، إلاّ بتحطيم أقدامهما، وحرمانهما من القدرة على لعب كرة القدم! *صحفي وكاتب(موقع كاونتر بانش)