يبدأ منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مساء اليوم المرحلة الثانية من مبارياته الودية استعدادا للقاء المالديف 11 يونيو القادم بتصفيات كأس العالم وكأس آسيا، حيث يحل ضيفا على منتخب أيرلندا الشمالية والذي يستعد بدوره لتصفيات (يورو 2016). وتنطلق المباراة في الخامسة مساء بتوقيت لندن، الثامنة مساء بتوقيت الدوحة، وستقام على ملعب نادى كرو ألكسندرا، وهذه هي المواجهة الأولى التي تجمع منتخبنا مع أيرلندا الشمالية سواء على المستوى الرسمي أو الودي. والتقي العنابي الأوليمبي في مايو 2014 مع نظيره الأيرلندي الشمالي في ألمانيا وانتهى اللقاء بالتعادل بهدف. وسيخوض العنابي مباراة ودية ثانية وأخيرة أمام اسكتلندا 5 يونيو القادم بملعب استر روود باسكتلندا. وبدأ منتخبنا الاستعداد للقاء مالديف منذ مارس الماضي حيث فاز وديا على الجزائر وسلوفينيا بنتيجة 1-0 ، وكان مدرب العنابي وقتها الجزائري جمال بلماضي الذي رحل بالتراضي عن تدريب منتخبنا. بينما يقود العنابي اليوم وفي مباراته الودية الأولى وأمام أيرلندا الشمالية المدرب الجديد الأوروغواني دانيال كارينيو، الذي تولى المهمة منذ فترة قليلة، والذي بدأ مهمته الفعلية منذ الأربعاء الماضي بقيادته أول مران لمنتخبنا بمعسكره البريطاني بمركز سانت جورج بارك، وهو مركز على أعلى مستوى ويعد المقر الرسمي لتدريب المنتخب الإنجليزي. التجربة الأيرلندية الشمالية اليوم تجربة مهمة وقوية للغاية وستكون مفيدة ، لأسباب عديدة أهمها على الإطلاق أن المنتخب الأيرلندي لا يخوض المباراة مع منتخبنا كتحصيل حاصل، بل يخوضها كاستعداد قوي لمباراته المصيرية والهامة 13 يونيو القادم مع منتخب رومانيا منافسه القوي على صدارة المجموعة السادسة لتصفيات يورو 2016. وهذه المواجهة القوية التي تنتظر منتخب ايرلندا الشمالية تجعله يواجه العنابي اليوم بكامل صفوفه وكامل نجومه. ومن هنا فان مباراة اليوم تعد تجربة مثالية للعنابي، صحيح ان الفارق كبير وشاسع بين ايرلندا الشمالية وبين منتخب مالديف ، لكن الهدف ليس مجرد الاستعداد لمباراة في تصفيات كأس العالم ، بقدر ما تعد خطوة مهمة لمدرب جديد يتولى قيادة منتخبنا، كما تعد فرصة جيدة أيضا للاستفادة والاحتكاك وكسب خبرة جديدة. كما أن المباراة فرصة جيدة من أجل استعادة اللاعبين للتفاهم والانسجام بين بعضهم البعض حيث لم يخوضوا أي مباراة منذ شهرين وتحديدا منذ 31 مارس الماضي عندما واجهنا سلوفينيا وديا بالدوحة. مباراة اليوم ستكون بداية لإعادة رسم شخصية العنابي بما يتناسب مع فكر واستراتيجية مدربه الجديد كارينيو، وربما يكون الوقت ضيقا لاكتشاف الملامح الجديدة ، لكنها مجرد خطوة أولى، وتجربة أولى لمباراة مالديف الخطوة الأولى في التصفيات المونديالية. ومن المستبعد أن نرى تشكيلا جديدا ومختلفا عن التشكيلات الأخيرة لمنتخبنا الوطني خاصة أن كارينيو اعتمد على نفس قائمة الأسماء الموجودة في السابق مع إضافة بعض الأسماء الجديدة. وسيفتقد العنابي في تجربته الهامة اليوم نجمه خلفان إبراهيم بسبب تجدد إصابته خلال المران قبل الأخير وعودته إلى الدوحة. كما أن هدف كارينيو الآن هو تجهيز العنابي للقاء مالديف قبل أن يكون هدفه إعادة بنائه من جديد، وربما يكون ذلك صالحا في المستقبل وعلى المدى البعيد . لو تحدثنا عن المنتخب الايرلندي سنجد انه من المنتخبات التي تلعب كرة (معقدة) بعض الشيء ، كرة ليس فيها جماليات كثيرة ، ودائما وابدا ما يعتمد على التمريرات الأمامية للوصول الى مرمى المنافسين. ومنتخب إيرلندا الشمالية من المنتخبات التي تجيد ، بل وتتألق في الجانب الدفاعي ، وربما تطور الفريق بعض الشيء بعد أن تولى تدريبه مايكل اونيل، وحاول جعله فريقا يعتمد على بناء الهجمات واللعب باسلوب خاص به لو تحدثنا عن منتخبنا الوطني سنجد انه من المنتخبات التي تجيد اللعب في المباريات الودية ويتفوق على منافسين اقوياء ، على عكس أدائه ونتائجه في المباريات الرسمية حتى ولو كانت أمام منافسين أقل قوة منه.