سبعة أيام فصلت بين تفجير مسجد علي بن ابي طالب (رضي الله عنه) ببلدة القديح في القطيف والتفجير بجوار مسجد الامام الحسين بحي العنود في مدينة الدمام وراح ضحية التفجيرين 25 مواطناً. ويقول المتتبع للتنظيمات الإرهابية فارس بن حزام، هناك من يقف خلف تلك التنظيمات لتفجير الوضع في المنطقة الشرقية تحديدا. وسعت "داعش" باسمها الجديد او اسمها القديم "القاعدة" بتوجيه ضربات داخل المملكة استهدفت فئات كثيرة سواء عسكرية او مدنية في مناطق كثيرة سعوديين وأجانب وفشلت في محاولات كثيرة، وسعت لاستراتيجية جديدة تتماشى مع نهج التنظيم في العراق وسورية واليمن وغيره بإحداث رد فعل مشابه من مدن مثل القطيف ليردوا بأعمال مثلها وينفجر الوضع الداخلي بالمملكة. وتوقع انه قبل حادثة القديح ومسجد حي العنود بالدمام كان هناك تهديدات سابقة والتهديدات مستمرة ونهج التنظيم مستمر انتظارا لحدوث رد فعل مشابه من داخل القطيف او الاحساء "رد فعل شيعي لما جرى" وهو ما تسعى اليه "داعش" بعد ان باءت كل المحاولات في الفترة السابقة بالفشل في القديح والدالوة ولم يأت رد الفعل الذي تنتظره "داعش" بعد ان فشل المخطط بتلاحم المواطنين، لذا سعت لاستهداف هذا المسجد في حي العنود بالدمام، محذرا أيضا من وقوع حوادث أخرى، الا انه عاد واكد ان المتغير بين الجمعة الماضية وهذه الجمعة حجم الجهد الأمني الكبير الذي بذل في هذه الفترة ساهم في تخفيف الاضرار والحد من اسقاط اكبر عدد من الضحايا. ابن حزام: «داعش» يريد ردة فعل الشيعة.. لكن التنظيم فشل الجهد الأمني ولفت فارس ان مسجد حي العنود بالدمام يرتاده ثلاثة اضعاف المصلين في مسجد الامام علي (رضى الله عنه) بالقديح فيما لو دخل الإرهابيون المسجد فستكون المحصلة ثلاثة اضعاف الاعداد في القديح. والحمد الله ان العملية تم احباطها خارج سور المسجد وهذا دليل ان هناك جهدا أمنيا بذل للحد من هذه العمليات ومن المؤكد بأن هذا الجهد سيستمر في الفترة القادمة لمنع تقدم هذا التنظيم واستهدافه المواطنين في السعودية. واستشهد فارس بكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- بمعاقبة المخطط والداعم والمشارك والمتعاطف والمتعاون في حادثة القديح، وقال ان التعاطف قد يبدأ من حوار بين شخصين في مجلس وينتهي على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل أوسع امتداد من تحويله من تعاطف شفوي وروحي الى تعاطف عملي من خلال دعم واسناد التنظيم. واكد ان التعاطف والتجاذب بين السنة والشيعة في المملكة على شبكة التواصل يعود الى التواجد الكبير للسعوديين على شبكات التواصل الاجتماعي عنه في بلدان اخرى ووصفه بالطبيعي وهذا جو العالم الإسلامي وليس غريبا، منوها ان التعاطف في مواقع التواصل الاجتماعي سيكون اكبر واخطر لان خطابهم يصل الى اكبر شريحة من المجتمع ولكن في الدواوين والمجلس قد لا يكون واضحا هو إما تبرير او تعاطف او تأييد وزرع ثقافة مباشرة بين شخص وشخص ينقل له الأفكار، مضيفا وان ما جرى في القديح ومسجد حي العنود طبيعي وليس عملا مستنكرا وليست عملية إجرامية لدى هولاء المتعاطفين وكل مسرح من هذه المسارح سواء المجالس او الدواوين او المقاهي او شبكات التواصل اثره كبير. وألمح الى تشريع او خطة تلوح في الأفق قادمة حول محاسبة المتعاطفين او المبررين والمحرضين بشكل عام ومساواتهم بالفاعلين أنفسهم. مفجر القديح نموذج للتجنيد.. والتعبئة داخل الأسرة هي الأخطر الأسرة والرقابة على الأقارب وعن دور الاسرة في حجم التجنيد قياسا بالعوامل الأخرى، قال من اهم الأخطار داخل الخلايا الإرهابية سنية كانت ام شيعية هو القدرة على الالتفاف حول الأصدقاء والاقارب لدفعهم لهذا العمل المسلح او الدخول في هذه الخلية، مستشهدا بالخلية ال 26 التي أعلن عنها بأسمائها حيث لاحظنا عددا كبيرا بينهم أصدقاء واقارب واذا تبحرنا في سيرهم الذاتية وجدنا لهؤلاء أقارب او أصدقاء سابقين في هذه التنظيمات. ولفت ان القشعمي مفجر القديح نموذج للتجنيد ونموذج من نماذج كثيرة عرفناها في السعودية ولا نستثني منها منطقة، وعاد ونبه ان التعبئة داخل الاسرة هي الأخطر والأجهزة الأمنية لا تستطيع دخول بيوت الناس وتعرف كيف يفكرون ويربون أبناءهم وإيجاد امثلة ونماذج عليا لهم تابعة لتنظيمات إرهابية وكيف ينظر الاب لفعلة ابنه الإرهابية وكيفية زرعها في أبنائه الباقين ولا يرى جرم ابنه، بل يستقبل المهنئين حسب زعمهم ومن ثم تنتقل هذه الفكرة في الطفل الصغير وتكبر لديه هذه الصورة او النموذج ويبحث عنها ويفتخر بأخيه الكبير. اللحيدان: تحذير الشباب من دعاة الفتنة وحول كيفية التعامل السعودي مع التجنيد داخل الاسرة، قال هذا جهد جبار حكومي وشعبي اجتماعي يبدأ من محاسبة المحرضين والمتعاطفين والداعمين والمبررين، واذا بدأنا من هذه النقطة خلال سنوات سيحدث تأثير داخل الاسرة وسنجد الاسرة ترفض أفعال أبنائها ولا تبررها خاصة انه كان هناك قبول اجتماعي لعدد من الذي انتحروا او فجروا انفسهم خارج المملكة. وحول حاجتنا للأمن الاستباقي والوقائي والجامعات في التوعية من خطر هذه التنظيمات، عاد وأكد فارس بن حزام انه جهد جماعي يبدأ من المسجد والمدرسة والصديق والمنزل والمقهى والاستراحة، وذكر ان "داعش" استهدفت هذا المسجد بحسب نوع المخطط وبحسب العلامات في القديح والدالوة، لافتا ان اول شهداء "داعش" كان رجل امن وهو العميد عودة البلوي على حدود عرعر وهم لا يستهدفون الشيعة فقط انما يستهدفون كافة صنوف ومكونات المجتمع السعودي في محاولة يائسة لشق وحدة الصف الوطني والذي يجب ان يتنبه له كافة المواطنون. اللحيدان: انسلاخ هذا الفكر ومن جهته قال مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية الشيخ عبدالله اللحيدان، أن هذه الجريمة التي كانت تستهدف اكبر عدد من الضحايا لولا لطف الله ثم يقظة رجال الأمن والاعداد الاستباقي لدحر هؤلاء المجرمين وهذا الاستهداف يشير إلى مدى انسلاخ هذا الفكر عن منهج الكتاب والسنة وأن أفراده من الموصوفين بقول الرسول صلى الله عليه وسلم أن الخوارج (شر الخلق والخليقة وأنهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ثم لايعودن إليه ).. و هذا الفعل الذي حدث في مسجد حي العنود بالدمام عمل مشين لا يقرُّه دينٌ ولا عقلٌ ولا فطرةٌ سوية، ولذلك لم نجد تباين في المواقف مما وقع مثله في مسجد القديح بل الإدانة مجمع عليها والسكينة ضاربة أطنبها بين الناس مع ما يعتري المسلم من حزن وعدم رضا على هذا التصرف إلا أن عدم تحقيق أهداف منفذيها وتصاعد درجات التصافي والالتحام بين فئات المجتمع.. وقال لا بد من القيام بإصلاح المعوج من شباب المجتمع وغيرهم، ولا بد من تحذير الشباب من دعاة الفتنة والسوء لا بد من إعادة النظر لتصحيح موقفنا من تحمل المسؤولية تجاه أمن البلاد ووحدته، لا بد أن يتحلى كل منا بالبصيرة التي تعينه على فهم المقاصد الخبيثة لخوارج العصر المارقين ومن وراءهم من دعاة التشرذم وقوى الشر التي تتخفى خلفهم وتتخذهم مطايا لتحقيق مآربها الفاسدة. لأن الأمر يتعاظم إن تُرك, وإن فساد العقول سبب كل شر بدءاً من الكفر إلى ما دونه, فعلينا بالانتباه لعقول الناشئة وتحذيرهم من الأفكار الضالة المضلة.