×
محافظة المنطقة الشرقية

بلدية كلباء تكثف الرقابة الغذائية خلال رمضان

صورة الخبر

الشوارد كلمة تستخدم في مناسبات ومواقف مختلفة فنقول إن الشخص الذي لا يركز على عمله أو لا يهتم بما حوله بأنه شارد الذهن، أو أن البعض أحيانا يحشر نفسه في كل شاردة وواردة، ويتقصى الأخبار لنشرها ويولج نفسه في ما لا يعنيه. وهكذا من سياقات لغوية تعبر عن مقاصد ومضامين الشوارد علما بأن الشوارد عادة توصف بدلالاتها السلبية، ونادراً ما ينظر إليها في الإطار الإيجابي باعتبارها شاردة، أي منفلتة حرة وغير منضبطة. وتشير الأدبيات إلى «الشوارد الحرة» Free Radicals في علوم الهندسة والكيمياء والأحياء والطب وغيرها، على أنها تلك الجزيئات الحرة التي تعوق النسق المتبع في منظومة وتفاعل كل جزيء بآخر. فعندما تتحد الجزيئات ويحدث خلل في ذراتها فإن ذلك يؤثر سلباً في التراكيب والخلوية ووظائفها. وللاستدلال على ذلك يمكننا أن نفسر الشوارد الحرة في المجال الطبي، وكيف تحدث التلف الأمراض التي من النادر أن يتعرف عليها الإنسان إلا بعد فوات الأوان. عامة الشوارد الحرة تعني تلك الذرات التي تفقد الكتروناً في التفاعلات الحيوية فتكون النتيجة أن هذه الذرة غير متعادلة كهربائيا مما يؤدي إلى البحث عن الكترون يحقق لها الاستقرار أو التعادل الكيميائي. وحيث إن الخلايا في الجسم تتكون من ذرات فإن هذه الخلايا تفقد يومياً المئات من الآلاف، بل الملايين من الشوارد الحرة الباحثة عن الالكترون الناقص في مكونات الخلايا. وعندما تقتنص هذه الشوارد الالكترونات من خلايا أخرى فإنها تتسبب في تلف أو تدمير صحة الخلية. وهذا يعني حدوث الخلل في وظيفة الخلية، كما أن إصابة ملايين الخلايا بالشوارد الحرة يؤدى إلى الأمراض، والتناقص المستمر في عدد الخلايا، وصعوبة وصول الغذاء للخلايا، وتراكم السموم والمخلفات الناتجة من التفاعلات في الجسم، والإسراع في الشيخوخة. ولقد وجد أن الخلل في وظائف الخلايا بسبب الشوارد الحرة، وخاصة مهاجمتها للحمض النووي، والإنزيمات المتحكمة في التفاعلات، وحدوث طفرة تؤدي إلى انقسامات خلوية خارجة عن السيطرة تنتج عنها أمراض خطيرة منها الأورام والسرطانات. ويكفي أن يستدل على قدرة مهاجمة الشوارد الحرة لخلايا الجسم من أعدادها الكبيرة والتي تقدر بعشرة آلاف هجمة من الشوارد الحرة في اليوم الواحد لحوالي تريليون خلية في الجسم، أما مصادر هذه الشوارد فهي مختلفة بعضها لها علاقة بالعادات الغذائية غير الصحية، وعمليات الأكسدة في الجسم، والتعرض للإشعاع، وتدخين السجائر، والتعرض للملوثات السامة وغيرها، والبعض الآخر يعود إلى دفاعات الجسم الضعيفة، واختلال جهاز المناعة، والتقدم في السن وغيرها. فما لم يغير الإنسان من عاداته المعيشية أو نسق حياته فإن الحد من تأثيرات الشوارد الحرة لن يكون مستطاعاً، خصوصاً وان البراهين العلمية والطبية تؤكد تنامي الأمراض التي لها علاقة بالشوارد الحرة المتفاعلة. وكما أشرنا هي أمراض تشمل السرطانات، والتهاب المفاصل، والخرف، وأمراض العين، والقلب، والسكر والربو وغيرها. ولكي نتجنب حدوث الشوارد الحرة في أجسامنا والتي تأتي من نواتج التفاعلات الكيميائية بسبب تأثرنا بالعوامل الخارجية كالتدخين مثلا فان أفضل علاج أن يقي الإنسان نفسه من عوامل الاعتلال في صحته، ويعمل على تلافيها كالإقلاع عن التدخين، وتجنب الإشعاع، والملوثات، واتباع نظام غذائي صحي بالتركيز على مضادات الأكسدة المتوافرة في الفواكه والخضراوات والفيتامينات والمعادن وغيرها. yaqub44@hotmail.com