لندن -( العربية.نت)- لا نعرف من كان صاحب عبارة «مصر أم الدنيا» ومتى قالها، إلا أنه غادر هذا العالم قبل أن يدري أنه سبق بثلاث كلمات جهابذة بعلم الوراثة والجينات، اكتشفوا الآن فقط أن أشباه البشر، ممن نزل أولهم عن الشجرة وانتصب على قدميه للمرة الأولى قبل ملايين السنين في الشرق الإفريقي، ملأوا الأرض منتشرين بجنسهم فيها، لا من الجزيرة العربية التي «عبروا إليها من مضيق باب المندب» كما كانت النظريات السابقة تقول، بل من مصر التي مضوا إليها من إثيوبيا شمالا، ومنها توزعوا في آسيا وأوروبا. المصري الذي يرغب بالهجرة حديثا ليقيم في «القارة العجوز» هو أصل الأوروبيين، والجد الأكبر أيضا للآسيويين، أو سكان «أوراسيا» الممتدة بقارتيها على 54 مليون كيلومتر مربع من الأرض، مكتظة في 93 دولة بأكثر من 5 مليارات إنسان، ممن لجينات معظمهم جذور تبرعمت قبل 55 ألف عام من جينات المصريين. القائلون بهذه الحقيقة الجديدة، هم ثلاثة مختصين بعلم الوراثة، نشروا بحثاً معززاً بتحاليل حمضيات نووية، وأفردت له دورية (American Journal of Human Genetics) العلمية الشهرية مكانا بارزا، اطلعت «العربية.نت» على تفاصيله فيها، ويشير إلى أن أولى مجموعات الإنسان الحديث «وصلت إلى أوروبا وآسيا من مصر التي جاءتها عبر هجرات من إثيوبيا نحو الشمال»، مجيبين بهذه الحقيقة على سؤال كان بلا جواب مقنع طوال زمن عن بدء وطرق انتشار «الإنسان العاقل» في الأرض، واتجه شمالا إلى مصر لا إلى شبه الجزيرة العربية.