محمد الجلواح: ارتبط تطور العديد من الدول باهتمامها البالغ بالبحث العلمي، نظراً لدوره الكبير في معالجة القضايا والمشكلات المرتبطة بالمجتمع، إلى جانب أهميته في رسم السياسات والخطط التنموية بشكل دقيق ومؤثر. ومن هذا المنطلق حرصت وزارة التربية والتعليم على تزويد طلبتها بمهارات وأدوات البحث العلمي منذ المراحل الدراسية الأولى، وتشجيعهم على خوض تجربة العمل البحثي من خلال برامج تربوية محفزة على التميز والإبداع، ومنها ملتقى طلابي سنوي ينظمه قسم التفوق والموهبة بإدارة التربية الخاصة بالوزارة، ويعرض فيه الطلبة إنجازاتهم البحثية أمام نخبة من التربويين، ويتنافسون على جوائز مخصصة لأفضل البحوث وعلى هامش النسخة السادسة من الملتقى كانت لنا هذه اللقاءات: أهمية البحث العلمي في البداية التقينا الأستاذ صالح عبدالرضا رئيس متابعة برامج الطلبة المتفوقين والموهوبين بإدارة التربية الخاصة، والذي أشار إلى مشاركة 48 مدرسة ابتدائية وإعدادية في هذه النسخة من الملتقى، موضحاً أن فترة الإعداد بدأت مع بداية العام الدراسي الحالي، حيث قام طلبة كل مدرسة بإشراف اختصاصيي الموهبة والتفوق، باختيار مشكلة بحثية مرتبطة بالبيئة المدرسية أو بالمجتمع بشكل عام، وبناءً عليها نفذ الطلبة خطوات البحث العلمي للوصول إلى نتائج وتوصيات تسهم في معالجة المشكلة المختارة، مشيراً إلى أن الملتقى يهدف إلى غرس حب البحث العلمي في نفوس الطلبة. المقصف المدرسي وكانت لنا وقفة مع الطالبة شيخه الجميري عضوة فريق مدرسة المحرق الابتدائية للبنات الفائز بالمركز الأول في فئة المدارس الابتدائية، والتي قالت: شاركت مع زميلاتي يارا فرج ودانا تيسير بمشروع عنوانه "جودة وأمان المنتجات الغذائية بالمقصف المدرسي وأثرها على الصحة المدرسية"، وتكمن أهميته في ضرورة توفير المقصف للوجبات الغذائية المفيدة والصحية، فضلاً عن توفير سبل الحفاظ على الأغذية بعيداً عن الملوثات. حقيبتي صحتي من جهته تحدث الطالب محمد حسين من مدرسة بوري الابتدائية للبنين قائلاً: شاركت ضمن فريق المدرسة بمشروع "حقيبتي صحتي"، وهو عبارة عن دراسة علمية تم إجرائها على 300 طالب بالمدرسة، وأظهرت نتائجها أن نسبة 45% من الحقائب الطلابية غير صحية، لذا قمنا بوضع حلول لمعالجة هذه المشكلة، حيث صممنا برنامجاً للحاسب الآلي، يقوم بتحديد وزن حقيبة الطالب من حيث كونه مثالي أو غير مثالي، كما قمنا بتنفيذ جهاز الكتروني يوفر الكتب الدراسية للطلبة بصيغة رقمية. الحضور المبكر أما الطالبة فاطمة عادل من مدرسة السهلة الابتدائية للبنات فتحدثت لنا قائلةً: شاركت مع زميلاتي في الفريق المدرسي بمشروع "حضوري مبكراً سر نجاحي"، والذي استغرقت عملية تنفيذه شهرين كاملين، حيث تطرقنا فيه إلى مشكلة التأخر الصباحي للطالبات عن الدوام المدرسي، وبعد الانتهاء من خطوات البحث، توصلنا إلى عدد من النتائج والتوصيات لمعالجة هذه المشكلة، ومنها ضرورة تنفيذ فعاليات وبرامج توعوية خلال الطابور الصباحي والفسحة لتشجيع الطالبات على الحضور المبكر، وبيان أثره الإيجابي على تحصيلهن الدراسي. مادة الرياضيات من جانبها تحدثت الطالبة سارة حسين من مدرسة توبلي الابتدائية للبنات عن مشاركتها قائلةً: أجريت بالتعاون مع زميلاتي في الفريق المدرسي بحثاً بعنوان "اتجاهات الطالبات نحو مادة الرياضيات بالمرحلة الابتدائية"، واستهدفنا منه الارتقاء بمستوى التحصيل الدراسي في هذه المادة، وانتهينا إلى عدة نتائج وتوصيات، ومنها ضرورة تنفيذ المهرجانات والأنشطة المعززة للمنهج الدراسي، لتشجيع الطالبات على الإقبال على مادة الرياضيات، إلى جانب تكثيف دروس التقوية المسائية.