×
محافظة المنطقة الشرقية

«بوينغ» تحذر شركات الطيران من طائراتها

صورة الخبر

لست معنيا بما نقله البعض عن ما قاله عضوان في مجلس الشورى من أن الموظف السعودي تنبل، فهما ربما لم يقولا ذلك بالضبط، وربما قالاه من باب الدعابة مع الموظفين المواطنين. والدعابة حق مشروع لكل الناس، خاصة إذا كانوا من جماعتك. في أمريكا مثلا يقيم الأسود على الأبيض دعوى قضائية إذا وصفه، ولو مداعبا، بأنه زنجي، بينما الزنجي وربعه يتمازحون ويتنابزون ويتغامزون على زنجيتهم بمنتهى الأريحية وسعة الصدر. وبذلك يكون مشروعا أن نتمازح ونتنابز على (تنبلتنا) فكلنا سعوديون وكلنا في الأداء الوظيفي ذلك الرجل وتلك المرأة. وبالمناسبة فإنه لا فرق عندنا بين موظف وموظف إلا بقدر ما يأخذ هذا أو ذاك من مبادرات فردية يدفعه إليها ضميره وإحساسه بمسؤولياته وأدائه لأمانته. وما عدا ذلك هو مجرد اجترار للعادي والأقل من عادي في الأداء الوظيفي الحكومي الذي ينتهي كل شهر بالراتب وتحيات السوبرماركت الحارة. ولكي نتثقف، أنا وأنتم، فقد جاء في المعجم العربي المعاصر قولهم: تنبل يتنبل تنبلة، فهو متنبل وتنبل التلميذ : كسل وبلد. وتنبل مفرد جمعه تنابلة وتنابيل: كسلان، خامل، بليد. وقد رويت فكاهات كثيرة عن تنابلة السلطان التركي عبدالحميد، وهي تقال للكسالى المتبطلين من الناس. وفي قاموس جدتي، يرحمها الله، أنني (تنبل) ما دمت لا أسمع كلامها وكلام أبي. وروى صالح عن أخيه، الذي لم يكن عضوا في مجلس الشورى، أنه مر بقوم تنابلة فضحك عليهم ولم يكن يعلم أنه واحد منهم.!! والأهم، من المعجم وجدتي ورواية صالح عن أخيه، أن (طاسة التنبلة) الوظيفية ضايعة، وما فيش حد أحسن من حد حين يكون الحديث عن شعوب الدول النامية. وقد قيل في كتاب (أحكام الوظائف) أن الوظيفة ثقافة مجتمع عامة، مثلها مثل الفكر والفن والسلوك الفردي والجماعي. أي أننا نتحدث هنا عن خيط موصول بين كل فئات المجتمع وطبقاته، حيث لا يجوز أن نتهم موظفا بالتنبلة لأن وظيفته صغيرة ونرفع موظفا فوق مستوى التنبلة لأن وظيفته كبيرة. ومن أراد أن يخرج من نادي (التنبلة) فليرينا يقظة ضميره وحسن أدائه وإنتاجيته، إذ من السهل أن تحمل الحجارة لترمي بيتي بالطوب وتنسى أن بيتك من زجاج. طوبتي لا تقل سماكة وثقلا عن طوبتك، وإذا أردت التأكد من ذلك فلنحتكم إلى ميزان المجتمع. وعلى كل حال فإن ما يتوجب علينا جميعا فعله هو أن نعين لجنة تدرس ظاهرة (التنبلة) الوظيفية. وليس غير المجلس أجدر بتكوين هذه اللجنة وصياغة مهماتها على الوجه الذي يراه مناسبا للارتقاء باحترافية وأداء وظائفنا. نحن نحتاج ذلك وهو، إن فعلها، سيكون مشكورا ومأجورا بإذن الله. @ma_alosaimi osaimin@yahoo.com