الرياض، القاهرة الشرق، وكالات قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبيل وصوله الرياض مساء أمس الأحد إن بشار الأسد لا يمكن أن يكون جزءً من السلطة الانتقالية في سوريا لأنه فقد سلطته المعنوية كما أكد أن واشنطن تدعم خارطة الطريق في مصر. ووصل كيري إلى الرياض مساء أمس قادماً من القاهرة في بداية جولةٍ له تستغرق 11 يوماً، وكان في استقباله في مطار قاعدة الرياض الجوية وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. وتزامنت بداية الجولة مع تراجعٍ واضح في الموقف الأمريكي تجاه أزمة سوريا والملف المصري. وقبل وصوله إلى المملكة، عكست تصريحات كيري خلال زيارته القاهرة أمس تحولاً في مواقف واشنطن ودعماً للسلطة المؤقتة في القاهرة بعد توترٍ سببه قطع بعض المساعدات العسكرية الأمريكية. وأبرزت وسائل الإعلام المصرية هذا التحول، فقالت «الأهرام»، إحدى كبريات الصحف المصرية على موقعها الإلكتروني، إن كيري ونظيره المصري نبيل فهمي، اتفقا على إطلاق حوار استراتيجي بين البلدين. وقال نبيل فهمي، إن العلاقات المصرية الأمريكية في مرحلة اضطراب، لكنه أوضح، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي أمس في القاهرة، أن «حديث كيري في الجلسة المغلقة عن دعم الولايات المتحدة الشعب المصري وخريطة الطريق ما هو إلا مؤشرات نسعى من خلالها إلى استئناف العلاقات بالشكل الإيجابي المعتاد». من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي إن بلاده تريد لمصر النجاح وتريد أيضاً أن تُساهم في هذا النجاح، مؤكداً أن نجاح مصر السياسي والاقتصادي من الأمور المهمة، ليس فقط للمصريين بل للمنطقة والولايات المتحدة والمجتمع الدولي. وتحدث كيري عن استمرار التعاون مع الحكومة المؤقتة المصرية. وبيَّن وزير الخارجية الأمريكي أن الولايات المتحدة تعتقد أن الشراكة الأمريكية المصرية ستكون من أقوى ما يمكن عندما تمثل مصر حكومة مدنية منتخبة ديمقراطياً على أساس سيادة دولة القانون. وأعرب عن ترحيبه بتأكيد وزير الخارجية المصري على التزام الحكومة المؤقتة بخارطة الطريق التي ستدفع مصر إلى الأمام على طريق شمولي نحو الديمقراطية والاستقرار. وعن الرسالة التي أرسلها الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، للرئيس الأمريكي باراك أوباما، واقترح فيها ضرورة البدء في حوار استراتيجي بين البلدين، قال كيري: «أؤكد قبولنا هذه الدعوة، وسندخل في مثل هذا الحوار الاستراتيجي». وبشأن زيارته إلى المنطقة في وقت يتراجع فيه تأثير واشنطن على الحلفاء في المنطقة، قال كيري إنه «من الممكن أن تكون هناك خلافات في السياسة لكنها لا توجِد خلافاً سياسياً في الهدف». وذكر كيري أن «هناك بعض الدول التي كانت تريد من الولايات المتحدة أن تفعل شيئا فيما يتعلق بسوريا ولكننا فعلنا شيئا آخر، إننا جميعا نشترك في الهدف وهو تشكيل حكومة انتقالية يمكنها أن تعطي شعب سوريا الفرصة لاختيار مستقبله». وتابع «إننا كذلك نعتقد أن الأسد بسبب فقدانه سلطته المعنوية، لا يمكن أن يكون جزءاً من ذلك، لا أحد لديه إجابة عن السؤال كيف يمكن إنهاء الحرب طالما أن الأسد موجود في السلطة». في المقابل، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية أمس إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي التي وصفها بـ «التدخل السافر» في الشؤون السورية «من شأنها إفشال مؤتمر جنيف قبل انعقاده». ونقلت وكالة أنباء سانا الرسمية في سوريا عن المصدر قوله «إذا كانت الولايات المتحدة صادقة بالتعاون مع روسيا الاتحادية في رعاية مؤتمر جنيف، فإن على كيري أن يفهم أن الشعب السوري وحده صاحب الحق في اختيار قيادته ومستقبله السياسي دون أي تدخل خارجي».