تعتزم وزارة التعليم نقل تجربة مشروع الحي المتعلم الذي طُبق في قطاع البنات خلال السنوات الماضية إلى قطاع البنين بعد نجاح التجربة. وقالت مصادر لـ"الوطن" إن قرار تطبيق المشروع في قطاع البنين جاء بعد أن تقدمت الوزارة خلال العام الماضي بالمشروع لجائزة اليونسكو إلا أن متطلبات منح الجائزة تقتضي أن يكون تطبيق المشاريع المرشحة للجائزة متساويا في قطاعي البنين والبنات ما أدى إلى رفض ترشيح المشروع للجائزة. ويهدف مشروع الحي المتعلم إلى توفير أنشطة نوعية غير صفية وتحسين الكفاية الداخلية والخارجية للنظام التعليمي ورفع مستوى مخرجات التعليم، والارتقاء بنظم تعليم الموهوبات والفئات ذات الاحتياجات الخاصة والكبيرات، وتحسين نوعية التعليم في برامج تعليم الكبيرات، وتزويد الطالبات بالمهارات اللازمة والمناسبة للدخول إلى سوق العمل، وإكساب الطالبات المهارات الحياتية اللازمة للتعايش مع المجتمع بإيجابية، واستقطاب القوى الاجتماعية المؤهلة للمشاركة في برامج الوزارة التعليمية والتربوية، وتوسيع مفهوم محو الأمية ليشمل الجوانب الحياتية الأخرى والتعلم مدى الحياة. كما يسعى المشروع إلى إيجاد نموذج لمحو الأمية الحضارية وتوسيع مفهوم تعليم الكبار من محو الأمية إلى التعلم مدى الحياة للإسهام في خفض نسب الأمية ورفع مستوى الوعي في الأحياء الفقيرة، وتوثيق العلاقة بين برامج تعليم الكبار وخطط التنمية عن طريق المشاركة في إعداد المرأة خاصة الأقل حظاً في التعليم كإحدى القوى القادرة على الإسهام في تنمية المجتمع وتطويره، ونشر ثقافة العمل التطوعي بين أفراد المجتمع وتفعيل دور المجتمع المحلي في تعليم الكبار، وتمكين المرأة من النهوض بمستواها الثقافي والصحي والاجتماعي والاقتصادي وإكسابها المهارات التي تؤهلها لسوق العمل. وكانت وزارة التعليم شرعت في تنفيذ المشروع بمشاركة عدد من الجهات، منها وزارة الصحة، والشؤون الاجتماعية، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ووزارة الماء والكهرباء، ومؤسسة عبداللطيف جميل "باب رزق"، والجمعيات الخيرية النسائية، وهو مشروع تثقيفي تعليمي تدريبي ينفذ في الأحياء التي تتسم بانخفاض المستوى المعيشي والبيئي والتعليمي، ويستغرق تنفيذ برامجه عاما دراسيا. وأشارت المصادر إلى أن مؤشرات إنجاز المشروع الذي استفاد منه 22 ألف متدربة، تمثلت في التحاق المتدربات بالورش الخاصة بالمشروع، وتنفيذ كثير من الورش الفنية والمهنية، وتنفيذ برامج لتعزيز مهارات القراءة والكتابة لخريجات محو الأمية، وتنفيذ محاضرات توعوية وتثقيفية، ورفع المستوى الثقافي والصحي والبيئي للأحياء المستهدفة، وتوفير فرص التدريب لذوات الدخل المحدود مجاناً، واستفادة عدد من الملتحقات بالمشروع بافتتاح مشاريع صغيرة بعد حصولهن على الشهادة بالتعاون مع باب رزق، والمشاغل النسائية، بالإضافة إلى إنتاج البعض منهن في منازلهن وتسويق منتجاتهن في المعارض المؤقتة، وكذلك العمل والتسويق عن طريق الإنترنت. ويواجه المشروع عددا من المعوقات والصعوبات، منها عدم توفر معلمات متخصصات في بعض مجالات البرامج، وتشجيع رجال الأعمال للإسهام في المشروع ودعمه بالكوادر البشرية.