كثر الحديث مؤخراً عن دعوات الجهاد، إذ لا تكاد تكون هناك حرب في أي بقعة من بقع المعمورة، حتى تتنادى فئة بعينها لحث الشباب على الجهاد، وهنا نعني أبناء الآخرين، لا أبناء دعاة الجهاد، فأبناؤهم في مأمن، ولا يمكن أن يسمحوا لهم بالجهاد، حتى لو أراد الأبناء ذلك، ناهيك عن أن يحثوهم عليه، وعلينا أن نعرف أنه، ومنذ بدء دعوات الجهاد، وحتى هذه اللحظة، لم تسجل حالة جهاد واحدة لابن من أبناء دعاة الجهاد، أو حتى من أقربائهم حتى الدرجة العاشرة، ناهيك عن أن تسجل حالة وفاة، وعلى من لديه أي معلومات خلاف ذلك أن يزودنا بها مأجورا، حتى يتسنى لنا الاعتذار، ولا أستطيع أن استوعب أن الناس لا زالت تنخدع بهؤلاء الدعاة، وذلك على الرغم من كل الدلائل التي تشير إلى أنهم لا يكتفون باستثناء أنفسهم من شرف الشهادة في سبيل الله، بل يستثنون من يعز عليهم، وهذا لعمري أمر يستعصي على الفهم .