غزة سلطان ناصر شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس أربع غارات على قطاع غزة دون وقوع إصابات بعد ساعات على إطلاق صاروخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل. واستهدفت الطائرات الإسرائيلية معسكرات تدريب تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في رفح وخان يونس ومدينة غزة. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أغار على «أربع بنى تحتية إرهابية في جنوب قطاع غزة» رداً على إطلاق الصاروخ. وسقط صاروخ أطلق من قطاع غزة مساء الثلاثاء على منطقة غان يافني شرق مدينة أسدود على بعد حوالي أربعين كم شمال قطاع غزة، لم يسفر عن جرحى أو أضرار. ويعيش الفلسطينيون في قطاع غزة حالة من الخوف والترقب الشديد، عقب استهداف مقاتلات إسرائيلية لعدد من المواقع العسكرية التابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع، ويقول المواطن الخمسيني أبو محمد النعسان: «نحن نعيش أجواء تشبه ما حدث في الصيف الماضي، ونترقب عدواناً إسرائيلياً في أي لحظة»، وذكر لـ«الشرق»، أنه متخوف وقلق بشدة من حرب قادمة». ويوضح النعسان أن الغزيين لا تزال جراحهم مفتوحة، وأعداد كبيرة جداً منهم لا يزالون يعيشون دون منازل عقب تدمير منازلهم خلال عدوان «الجرف الصامد»، الذي شنته إسرائيل العام الماضي. وطالب النعسان المجتمع الدولي والعربي والإسلامي بضرورة التدخل بشكل عاجل لوقف أي مخطط لاستهداف غزة. وأشار النعسان، الذي اعتاد على متابعة الأخبار الإسرائيلية، ويصفها بأنها صادقة بالنسبة له، إلى أنه سمع عبر الإذاعة الإسرائيلية أن وزير الجيش الإسرائيلي هدد بالرد بقوة على أي تهديد من غزة، وهو ما اعتبره أمراً يزيد قلقه. فيما طالب القيادي البارز في الجبهة الشعبية ذو الفقار سويرجو، المقاومة بعدم الانجرار خلف مخطط إسرائيل بسحبها للمعركة، داعياً إياها بأن تمتص غضبها ولا تتعامل وفقاً لردات الفعل. وأغارت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر الأربعاء عدة مرات على مواقع للمقاومة في قطاع غزة دون الإعلان عن وقوع إصابات، وجاءت تلك الغارات بعد إعلان الاحتلال عن سقوط خمسة صواريخ في منطقة مفتوحة بالنقب دون أن تتبنى أي جهة فلسطينية إطلاقها. وأوضح سويرجو أن أي رد للمقاومة يجب أن يكون ضمن سياسة تحتكم للشراكة في قرار الحرب والسلم بين كل الفصائل الوطنية والإسلامية، تجنباً لدفع المواطن الفلسطيني ثمناً لذلك. معبراً عن خشيته من أن تشهد الأيام القادمة تصعيداً عسكرياً ضد غزة يمكن من عودة مشروع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الطعام مقابل الهدوء). إلى ذلك حذر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي موشي يعلون، حركة «حماس»، من تداعيات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، قائلاً: «إنها هي العنوان». وحمّل يعلون في منشور على صفحته على «فيسبوك» حماس مسؤولية إطلاق الصواريخ بالأمس، مشيراً إلى أن «الجيش لا ينوي المرور مرور الكرام على عمليات كهذه». من جانبه، لفت الخبير في الشؤون الإسرائيلية أكرم عطا الله خلال حديثه لـ «الشرق» إلى أن التصعيد الإسرائيلي تجاه غزة له رسالتان: الأولى هي الحصول على بعض الصور والمشاهد الإعلامية من القطاع لمواقع تابعة للمقاومة جرى استهدافها من أجل الظهور أمام المعارضة الإسرائيلية بأن الجيش يرد على صواريخ غزة، فيما وجهت الرسالة الثانية للفلسطينيين ومفادها أنه كلما تعرض أمن إسرائيل للخطر، فإن الفلسطينيين سيتعرضون لذات الخطر.