ركَّز انطوان قرقماز محامي الدفاع عن المتَّهم مصطفى بدر الدين الذي استجوب أمس رئيس «كتلة المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، أمام غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، على مسألة توقيف الضباط الأربعة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وإطلاقهم في نيسان عام 2009، سائلاً عن سبب عدم اتخاذ القضاء اللبناني قراراً بإطلاقهم بين عامي 2005 وبداية عام 2009». قال السنيورة: «عام 2007 لم أتلقَّ طلباً قضائيا للإفراج عنهم ولما صدر القرار الدولي لاحقاً انصعت له». وأكد أن «الاحتجاز لم يكن تعسفياً بل كان قانونياً ومبرراً». وتطرق الى عدوان عام 2006 وأكد أن حكومته لم تخضع للضغوط التي مورست لنشر قوة متعددة الجنسيات في المطار والمرافئ اللبنانية، قائلاً: «أي ديبلوماسي لم يتجرأ على تهديدي باستمرار العدوان ما لم نوافق على نشر القوة الدولية». وأشار إلى أنه لم يناقش موضوع توقيف الضباط مع السفير الأميركي حينها أو غيره. وعما إذا تم إبلاغه من قبل وزير العدل السابق شارل رزق بأن قاضي التحقيق الياس عيد كان يستعد في حزيران 2007 لإصدار أمر بالإفراج عنهم، أجاب: «لم يردني أي كلام ثابت بهذا الشأن إلاّ في المرحلة الأخيرة عندما أبلغني رزق، والمدعي العام التمييزي بأن الأمر أصبح ضرورياً». ولفت السنيورة إلى «أننا قبلنا بقرار إطلاقهم خلال ولايتي في رئاسة الحكومة لأنني أنفذ القرارات القضائية لإيماني باستقلالية القضاء». وسئل عن نتائج الإفراج عن الضباط، واعتباره «فضيحة»، فقال: «ما يهمني كان الالتزام بالقرار القضائي وهذا القرار اتخذ قبل شهرين من الانتخابات النيابية». وأكد أنه «قبل تأسيس المحكمة، العهدة كانت لدى السلطات اللبنانية ولكن لم يكن من الممكن البتّ به من دون التشاور مع المحكمة. هذه القضية كانت محور تحقيق». ورفض أن يكون الاحتجاز المستمر لهؤلاء الضباط لأسباب سياسية. وأكد السنيورة أن موقف حزب الله المؤيد للنظام السوري كان معروفاً، خصوصاً لجهة التمديد، لافتاً إلى أن «بين عامي 98 و 2000، كان هناك تواصل بين الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وكانت فترة إلى حد ما مماثلة للفترة التي مر بها الحريري عامي 2004 و 2005 وكانت الاتهامات والتهديدات توجه لي شخصياً». وعرض صورة جمعت الحريري ونصرالله بالشيخ عبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني بعد مفاوضات أدت إلى إطلاق سراحهما من إسرائيل، وأشار السنيورة إلى أن الحدث كان إنجازاً للبنانيين. وعن شرط أن يكون جثمان ابن نصرالله ضمن عملية الإفراج، قال السنيورة إن «ما قام به الحريري يستند إلى صفة الاحترام المتبادل... نصرالله خسر ابنه في المواجهة مع إسرائيل والحريري فقد ابناً له أيضاً في حادث في أميركا، وكان يتعاطف إنسانياً مع ما جرى لنصرالله بخسارته لابنه هادي». ولفت إلى أن الحادثتين قرَّبت بينهما إنسانياً. وبعد عرض الدفاع صورة لنصرالله والرئيس سعد الحريري يمشيان أمام ضريح الحريري قال السنيورة: «تقديم نصرالله التعازي كان عملاً مقدراً وإنسانياً منه». وقال: «كان هناك من يقوم مقام حزب الله بالتصدي لموقف الحريري الرافض للتمديد والـ 1559 اتفقت عليه الدول الكبرى وكنا نعارضه ونؤيد الطائف».