زوريخ، جنيف (أ ف ب) ضرب زلزال قوي الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» مع إعلان توقيف ستة مسؤولين متهمين بالفساد بطلب من القضاء الأميركي، وذلك قبل يومين من الانتخابات الرئاسية التي تشهد مواجهة بين الرئيس الحالي جوزيف بلاتر الساعي إلى ولاية خامسة ومنافسه الأمير علي بن الحسين. وأعلنت السلطات السويسرية أنها اعتقلت بطلب من الولايات المتحدة 6 مسؤولين كبار في الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، صباح أمس، بتهم فساد صادرة عن القضاء الأميركي، وقالت وزارة العدل السويسرية في بيان، إن «شرطة كانتون زيوريخ أوقفت ستة عاملين في كرة القدم بطلب من السلطات الأميركية». وأضافت أن «ممثلين لوسائل إعلام رياضية أو شركات للتسويق الرياضي متورطون على ما يبدو في دفع أموال لموظفين كبار في منظمات لكرة القدم (مندوبون وغيرهم من العاملين في منظمات فرعية للفيفا)، مقابل حقوق في وسائل الإعلام وحقوق للتسويق لمباريات التي تقام في الولايات المتحدة وأميركا الجنوبية». وأوضحت أنها تتحرك بطلب من نيابة منطقة شرق نيويورك. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز»، التي كانت أول من نشر الخبر، كشفت عن أن رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية توجهوا إلى أحد الفنادق الفخمة في زيوريخ فجر أمس، وحصلوا على مفاتيح غرف هؤلاء المسؤولين قبل أن يقتحموها لإلقاء القبض على المتهمين، مشيرة إلى أن العملية تمت بسلام. وقد يتم تسليم هؤلاء المسؤولين إلى الولايات المتحدة بعد توقيفهم في فندق فخم في سويسرا. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن أكثر من 10 مسؤولين سيتهمون بـ«الاحتيال والابتزاز وتبييض أموال» في نيويورك من قبل وزارة العدل الأميركية. وبدأت السلطات السويسرية عملية إلقاء القبض عليهم وتسليمهم إلى الولايات المتحدة أمس. وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن التهم تتعلق بالفساد والرشوة على مدى السنوات العشرين الأخيرة، وتتعلق تحديداً في منح حقوق نقل بطولات كأس العالم، حقوق التسويق والبث. وأشارت الصحيفة إلى أن التهم وجهت إلى 14 شخصاً تحديداً، وأكدت أن بعض هؤلاء لا يوجد في سويسرا في الوقت الحالي. وأوردت «نيويورك تايمز» أسماء مسؤولي «الفيفا» المتهمين من قبل القضاء الأميركي بتهم فساد صادرة عن القضاء الأميركي. 14 موقوفاً جيفري ويب «نائب رئيس الفيفا، رئيس اتحاد كونكاكاف»، أوجينيو فيجيريدو «نائب رئيس الفيفا، رئيس اتحاد أميركا الجنوبية»، جاك وارنر، أدواردو لي، خوليو روشا، كوستاس تاكاس، رافايل اسكيفيل «رئيس اتحاد فنزويلا»، خوسيه ماريا مارين «رئيس الاتحاد البرازيلي»، ونيكولاس ليوز، ومسؤولون في شركات تسويق رياضية: اليخاندرو بورزاكو، أرون دافيدسون، هوجو جينكيس وماريانو جينكيس. ووجهت التهمة أيضاً إلى خوسيه مارجيليس الوسيط الذي سهل عملية الدفع غير القانونية. ويعقد مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي «أف بي أي» ووزارة العدل الأميركية مؤتمراً صحافياً لتوضيح ملابسات هذه العملية. وأكد ناطق باسم «الفيفا» في زوريخ أمس أن المنظمة تسعى لـ«توضيح» الوضع. وقال: «قرأنا الموضوع في وسائل الإعلام، ونسعى لتوضيح الوضع، لن ندلي بأي تعليق في هذه المرحلة». وأشارت معلومات إلى أن أمين عام «الفيفا» جيروم فالكه قام بزيارة إلى الفندق صباح أمس من دون أن يدلي بأي تعليق. قضية جنائية افتتح الادعاء العام السويسري قضية جنائية ضد مجهول للشك بـ«تبييض الأموال وخيانة الأمانة» في ما يخص ملف استضافة مونديالي 2018 في روسيا و2022 في قطر، وصادر وثائق إلكترونية من مقر الاتحاد الدولي لكرة القدمم «الفيفا» أمس في زيوريخ، وذلك بحسب بيان رسمي. وأشار وزير العدل السويسري إلى أن السلطات المحلية تحركت في هذه القضية؛ لأن بعضاً من المخالفات التي حصلت كانت على الأراضي السويسرية، مضيفاً أن هذه الإجراءات الجنائية مفتوحة منذ 10مارس 2015 ولم يتم الإعلان عنها حتى أمس. ويأتي هذا الإعلان بعد ساعات معدودة على اعتقال السلطات السويسرية وبطلب من الولايات المتحدة 6 مسؤولين كبار من «الفيفا» بتهم فساد صادرة عن القضاء الأميركي. وسيجري غداً التصويت في زوريخ لانتخاب رئيس جديد للفيفا، فيما كان بلاتر الذي يرأس الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ 1998 أعرب أمس الأول عن ثقته بإعادة انتخابه.