تعرض موكب رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثني لإطلاق نار في مدينة طبرق، أمس الثلثاء (26 مايو/ أيار 2015)، بينما كان متجهاً إلى مطار طبرق. وأكد أحد المرافقين للثني، لم يتم الكشف عن هويته، في تصريحات إلى موقع «بوابة الوسط» الإخباري، نجاة رئيس الحكومة من محاولة استهدافه. من جهة أخرى، قالت مصادر من طبرق فضلت عدم الكشف عن هويتها، ان محاولة الاغتيال أسفرت عن إصابة عدد من حراس رئيس الحكومة بجروح، بحسب قناة «ليبيا المستقبل». وتتخذ الحكومة المؤقتة بقيادة الثني ومجلس النواب المعترف بهما دولياً من طبرق مقراً لهما فيما تتخذ حكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام (البرلمان) المنتهية ولايته من طرابلس مقراً لهما. في سياق آخر، أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية في تقرير نشرته أمس أن أطراف النزاع الدامي في بنغازي في شرق ليبيا تصعب عملية مغادرة مدنيين محاصرين لمناطق اقتتال في وسط المدينة. وقالت المنطقة في التقرير الذي تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه أن «عائلات ليبية ومدنيين من الأجانب حوصروا في وسط بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) المتضرر جراء القتال، والذي يتضمن جهات البلاد وسيدي خريبيش والصابري». وأضافت إن «المتشددين المسيطرين على تلك المناطق لا يسمحون للمدنيين بالرحيل عنها»، فيما أن «الجيش الليبي لم يعد يسمح للأشخاص بالمغادرة إلا عبر ممر آمن بالتنسيق مع الهلال الأحمر الليبي». لكن المنظمة أوضحت أن محاولات متكررة لعبور هذا الممر منذ نوفمبر/تشرين الثاني أخفقت «أما بسبب اعتراض المتشددين أو بسبب امتناع القوات الموالية للجيش عن الموافقة، بزعم أن (الترتيبات) تعرض حياة المدنيين للخطر». وتشهد ليبيا صراعاً على السلطة منذ إسقاط النظام السابق العام 2011 تسبب بنزاع مسلح في الصيف الماضي وبانقسام البلاد بين سلطتين، حكومة يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة مناوئة لها تدير العاصمة منذ أغسطس/ آب بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا». وتخوض القوات الموالية للحكومة المعترف بها مواجهات مع مجموعات مسلحة بينها جماعات متشددة بهدف السيطرة الكاملة على بنغازي، بعدما سقطت الأجزاء الأكبر من هذه المدينة في أيدي هذه الجماعات في يوليو/تموز 2014. وقالت «هيومن رايتس ووتش» إن القوات الحكومية أكدت لها أن السكان المحاصرين في مناطق القتال في بنغازي اتخذوا قرار البقاء بإرادتهم، لكنها نقلت عن سكان قولهم إنهم يريدون المغادرة إلا إنهم لا يجدون طريقة آمنة للقيام بذلك. وحذرت المنظمة الحقوقية من أن «الظروف تتزايد حرجاً بسبب نقص الطعام وغياب الرعاية الطبية وانقطاع الكهرباء عن معظم المناطق» التي تشهد مواجهات في بنغازي. وطالبت بأن يسمح «الجيش الليبي والمليشيات في بنغازي للمدنيين بالمرور الآمن وبتسهيل نقل المساعدات إلى الناس بالداخل».