عمان: ماجد الأمير في أول يوم من رمضان كان زوار مول شهير في عمان الغربية على موعد مع وصلة فلكلورية سورية رمضانية، استمتع الزوار بأغان رمضانية أدتها الفرقة السورية في جميع ساحات المول الشهير وطوابقه. اللافت أيضا أن مرتادي المول هم خليط من الأردنيين والعرب الذين عجت بهم العاصمة عمان هذا الصيف بطريقة لافتة وكأننا في مقر جامعة الدول العربية. مدينة عمان العاصمة التي يبلغ عدد سكانها نحو مليونين و400 ألف أردني ارتفع عدد سكانها إلى أكثر من هذا الرقم بكثير هذا العام ليتجاوز 3 ملايين و400 ألف، منهم نحو مليون عربي غالبيتهم من العراقيين والمصريين، ثم السوريين وتشير التقديرات غير الرسمية إلى أن هناك ما يقارب مائة ألف سوري يقطنون اليوم عمان العاصمة، فالسوريون القادمون إلى الأردن أعدادهم بتزايد بسبب الحرب الدائرة في سوريا؛ فالكثير من اللاجئين السوريين موجودون في مخيم الزعتري في محافظة المفرق ومخيم آخر بالقرب من محافظة الزرقاء مخيم مريجم الفهود علاوة على أن الغالبية من اللاجئين السوريين يفضلون الإقامة في محافظات شمال الأردن، إلا أن هناك نسبة منهم تتجه إلى الإقامة في عمان العاصمة. هذا العام في رمضان بسبب الأوضاع التي تمر بها سوريا ولبنان ومصر، فإن أعدادا كبيرة تقدر بآلاف من المواطنين من دول الخليج العربي قدموا لقضاء إجازة الصيف في عمان. عمان في هذا الصيف مختلفة من حيث عدد السكان، فهي خليط من الأردنيين والعراقيين والسوريين والمصريين الموجودين في عمان بسبب العمل في مهن البناء والطرق والمصانع والمطاعم. في رمضان تكثر السهرات الرمضانية في المقاهي والمطاعم وحتى الفنادق التي تحرص على بناء خيم للإفطارات والسهرات الرمضانية التي تمتد حتى وقت السحور. مطاعم عمان مختلفة أيضا تحاكي المطاعم في دول القاطنين في عمان من العرب، فتجد مطاعم متخصصة للعراقيين والمأكولات العراقية ومطاعم تقدم المأكولات الخليجية إضافة إلى المأكولات الشامية التي لا تختلف عن المأكولات الأردنية، ولكن اليوم أصبحنا نشاهد مطاعم شهيرة في دمشق لها فروع في عمان مثل بوظة بكداش التي افتتحت فرعا لها في عمان. يحيى الحموري يحرص على السهر في أحد المقاهي في عمان الغربية وتدخين «النارجيلة» كل عام في شهر رمضان، ويشير إلى أن زبائن المقاهي هذا العام مختلفون عن العام الماضي؛ إذ إنك تشعر بأنك تجلس في مقهى لجامعة الدول العربية، لافتا إلى أن المقهى فيه أردنيون وعراقيون وسوريون وخليجيون. الحموري يقول إنه سعيد بأن تكون عمان وجهت الإخوة العرب من الخليجيين لقضاء إجازاتهم السنوية بهذه الأعداد الكبيرة؛ لأن ذلك يساعد في تحسين دخل السياحة. رئيس اللجنة الإدارية في مجلس النواب الأردني أحمد هميسات يقول إن وجود أعداد ضخمة من العراقيين الذين قدرهم بربع مليون في عمان، والسوريين، يزيد من أعباء الدولة في تأمين البنية التحتية والمياه للقاطنين في العاصمة عمان، إضافة إلى الضغط الهائل على المواصلات والازدحام المروري في مناطق عمان جميعها. ويشير النائب هميسات إلى تأثير وجود أعداد كبيرة من العراقيين والسوريين على منافسة العمالة الأردنية على فرص العمل المتوفرة في سوق العمل، مما يزيد من البطالة لدى الأردنيين التي تصل وفق الإحصاءات الرسمية إلى 15 في المائة. ويخبرنا هميسات بأن مجلس النواب الأردني قرر عقد جلسة مناقشة عامة لقضية تأثير العمالة الوافدة على فرص عمل الأردنيين بسبب ازدياد أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين في الأردن. النائب محمود الخرابشة قال: «يجب التفريق بين من يقدم للإقامة وبين الزوار من دول الخليج العربي الذين يأتون للسياحة بهدف تنشيط الحركة الاقتصادية». وقال إن عدد الأردنيين في عمان يبلغ مليونين و400 ألف مواطن يضاف إليهم ما يقارب مليون سوري وعراقي ومصري.