أثينا: عبد الستار بركات كثفت الشرطة اليونانية جهودها أمس لكشف ملابسات مقتل شابين أمام مقر لحزب «الفجر الذهبي» للنازيين الجدد في إحدى ضواحي أثينا، في جريمة لم تتضح دوافعها على الفور وإن فسرت على أنها «تحد» يستهدف «ضرب استقرار» البلاد. وأكد عدد من مسؤولي «الفجر الذهبي» بينهم المتحدث باسمه إيلياس كاسادياريس انتماء القتيلين اللذين يبلغان من العمر 22 و25 عاما إلى هذا الحزب النازي الجديد. وأصيب شاب ثالث في التاسعة والعشرين من العمر بجروح خطرة ونقل إلى المستشفى للخضوع لعملية جراحية. وسقط الثلاثة مساء أول من أمس برصاص مسلح يرتدي خوذة وصل بدراجة نارية يقودها شريك له إلى موقع الجريمة في شارع واسع بضاحية نيو إيراكليو، غرب أثينا، يوجد فيه مكتب حزب «الفجر الذهبي» الذي يحتل بناية صغيرة. واستنادا لمصادر قريبة من الملف، فإن الشرطة تبحث «كل الخيوط، خاصة تلك التي تربط الواقعة بمجموعات متطرفة تبنت في السنوات الأخيرة اعتداءات» على أهداف سياسية وإدارية في اليونان. وكثيرا ما تشهد اليونان اعتداءات على أهداف دبلوماسية وقضائية ومرافق عامة أو وكالات مصرفية. ولا تسفر هذه الهجمات عامة عن ضحايا وتتبناها مجموعات «ثورية» الخطاب ومناهضة للاستبداد. وترجع آخر هجمات قاتلة إلى 2009 عندما قتل رجل شرطة في أثينا على يد ثلاثة أشخاص غير معروفي الهوية، وعام 2010 حيث جرى اغتيال أحد الصحافيين في منزله. وتبنت هذين الاعتداءين «الطائفة الثورية»، وهي حركة متطرفة لم تنفذ أي عمل كبير منذ ذلك الحين. والمجموعة الأكثر ظهورا في الأشهر الأخيرة التي تبنت هجوما بقنابل استهدف سيارة مديرة سجن أثينا، تطلق على نفسها «مؤامرة خلايا النار». وأعلنت هذه المجموعة «تعاونها» مع «الطائفة الثورية» في بيان صدر في يوليو (تموز) الماضي، إلا أنها لم تنفذ أي اعتداء دام. وأشارت وسائل إعلام عدة إلى أن السلاح المستخدم في جريمة أول من أمس هو نوع السلاح نفسه المستخدم في قتل رجل الشرطة عام 2009 أي مسدس «زاستافا» صربي الصنع. وأعلنت الشرطة العثور في موقع الجريمة على 12 رصاصة فارغة عيار تسعة ملليمترات. وحسب مصدر في الشرطة، فإن كلا من القتيلين، إيمانويل كابيلونيس ويورغوس فونتوليس، أصيب بثلاث رصاصات في الرأس والصدر. وتأمل الشرطة في أن تفيد شرائط الفيديو التي صورتها الكاميرات المنصوبة في مكتب «الفجر الذهبي» والعديد من متاجر الشارع في تسهيل التحقيق. وفي حديث لشبكة «سكاي» الخاصة، أكدت والدة ألكسندروس جيرونتاس، الذي أصيب بجروح بالغة، أن ابنها «المسالم» كان «يتوجه من وقت لآخر» إلى مكتب «الفجر الذهبي» و«ليس بصورة منتظمة». ودعت اليونانيين إلى «الاتحاد» وإلى «تجاوز انقساماتهم» من أجل «مصلحة البلاد ووقف إراقة الدماء». وكانت الدعوات إلى تحقيق الاستقرار السياسي في اليونان ومكافحة كل شكل من أشكال العنف الخطاب السائد لدى اليمين واليسار وفي العديد من ردود الفعل السياسية على هذه الجريمة. وعبر وزير الأمن العام نيكوس ديندياس عن حزنه العميق لمقتل ضحايا يونانيين، مشددا على أنه لا يمكن أن تكون البلاد ساحة للحرب وتصفية حسابات بين أشخاص ومجموعات. كما أدانت كل القوى السياسية اليونانية الاعتداء. وأعلن المتحدث باسم الحكومة سيموس كيذيكوأغلو أن القتلة سيواجهون القضاء أيا كانوا. كما أدان حزب «باسوك» الاشتراكي المشارك في الحكومة، في بيان، مقتل الشابين، وأكد أن الديمقراطية والشرعية هما من يقفان في وجه العنف. وأشار البيان إلى أن رئيس الحزب، نائب رئيس الحكومة إيفانجيلوس فينزيلوس، على اتصال مستمر مع رئيس الوزراء أنتونيس ساماراس لمتابعة تطورات القضية.