محمد نجيم (الرباط) كرّمت شعبة اللغة العربية وآدابها، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، الشاعر والأكاديمي والمترجم المغربي محمد بنيس، في احتفالية حملت شعار «مسار شاعر»، عرفت مشاركة عدد كبير من الشعراء والنقاد، منهم محمود عبد الغني، المهدي أخريف، جلال الحكماوي، عبد الجليل ناظم، جمال الدين الهاني. في كلمته، اعتبر الشاعر والمترجم والروائي المغربي محمود عبدالغني أن الشاعر محمد بنيس «نموذج شعري وإنساني في آن»، مضيفا: إنه «يخاطبنا بهذه اللغة الصافية: الشاعر يقول أشياء في غاية الدقة، بل إن حياته في غاية الدقة، عملا وحصيلة. والإنسان يعيش ولديه فرص كثيرة لتغيير الحياة التي أمامه». أما الشاعر المغربي المهدي أخريف، الذي غاص بعمق في أشعار بنيس وخرج بفكرة أن الأزرق يوجد في جل أعمال بنيس الشعرية وإن هذا الشاعر عاشق اللون الأزرق منذ أعماله الأولى، وأضاف: «قد لا يكون محمد بنيس معنيّاً، وربما لا ينبغي له، بسؤال عبثي تقريباً كهذا السؤال. ما يعنيه شعرياً ووجودياً هو «هذا الأزرق». في ذَاتِهِ. بتجلّياته. تحوُّلاته في الكون. في الأشياء. في الأمكنة. في المعرفة. الفن والتاريخ والحضارة. بمجهود سنوات مِنَ العمل الشعريّ الشَّغوف المتنّسك وُفّق محمد بنيس إلى إهدائنا كتاباً شعرياً كبيراً قيمة وحجماً وشكلاً عن «الأزرق». أما الدكتور جمال الدين الهاني، عميد كلية الآداب، فيرى أن الحديث عن محمد بنيس صعب ومتشعب، ويتطلب من المقبل عليه كثيرا من الحذر، فالرجل ليس أستاذا فحسب، بل جمع بين صفتين قلما اجتمعتا في شخص واحد، فهو أكاديمي متمرس، ممتلك ومنتج لأدوات البحث الرزين، المرتكز على التصور النظري الصارم، سواء من حيث المنهج أو من حيث الوسائل والإجراءات التحليلية. كما أنه شاعر يحمل هم التجديد والتحديث، سواء في بنية القصيدة أو في مضامين العبارة، شغوف بلعبة اللغة يحمل العبارة معاناته وتمثلاته للواقع وما يحفل به من قضايا وانشغالات الإنسان بكونيته. واعتبر الدكتور محمد الظريف في ورقته أن الحديث عن الحداثة الشعرية في المغرب، يكون مُوجِبا لذكر روادها بقدر ما يكون مُوجبا لذكر النُّبهاء من الجيل اللاحق لهؤلاء الرواد، وفي مقدمتهم محمد بنيس الذي ارتبطت به الحداثة الشعرية في المغرب أكثر من غيره، وذلك لإلمامه الكبير بخبايا وأصول التحديث، وتجسيده لتجلياته الكبرى والدقيقة.