نوف الموسى (دبي) حديث المصور اللبناني كريستيان غماشي، وشغفه بتفاصيل الشعوب الأفريقية، يؤكد أهمية استمرار اكتشاف جمالية القارة التي ينظر لها الكثير من الباحثين، في المجتمع العلمي، كونها أصل الوجود البشري. يتجسد اهتمام غماشي بأبعاد إيقاع الحركة والسكون في منظومة العيش من جنوب أفريقيا إلى جيبوتي عبر 25 صورة فوتوغرافية التقطها خلال رحلة دامت 6 أشهر، قطع فيها غماشي قرابة 19,000 كم، مسجلاً يوميات الناس والمشاهد الطبيعية والحياة البرية. انطلقت تلك المشهدية برسائلها النوعية، للمهتمين والمتابعين، أول من أمس، عبر صالة «لا جاليري ناشيونال»، الواقعة بحي السركال في دبي، من خلال معرض منفرد بعنوان «مزونجو»، وهي كلمة (سواحلية) تستخدم في منطقة البحيرات العظمى، ويقصد بها الشخص المتجول بلا هدف، بينما تُستخدم حالياً للإشارة إلى شخص أبيض أو أجنبي. نسأل غماشي: لماذا أفريقيا.. وما الذي يمكن أن يضيفه التجوال الحر بدراجة نارية، عبرت 16 دولة أفريقية؟ فيجيب: أعتقد بأن فوتوغرافيا المعرض، رحلة في توسيع نطاق الاكتشاف لهذه القارة العريقة، هناك الكثير مما لا نعرفه عن أفريقيا، بشكل فعلي. وبعيداً عن منطق المعيشة أو أسلوب الحياة، فإن أُناس أفريقيا أنفسهم، يمتازون بالطيبة، وما أود قوله، أنهم شعوب ليست مخيفة، والفوتوغرافيا يجب أن تلعب هذا الدور النوعي، في توطيد العلاقة الانسانية. وعن رأيه بمعالجة الصورة، يقول: تكمن قوة الصورة، في أنها تجعل المتابع يبطئ من سرعة مشاهدته للوحة الفوتوغرافية، خاصةً أننا نعيش عصر المجلات المليئة باللون الواضح، والعروض التجارية السريعة، والتي تجد فيها كل شيء مباشرا، على عكس ما يود أكثر المصورين الباحثين عما وراء القصص من إيصاله للناس. وفي أعمالي، لا يوجد هناك إضافات، أو اقتصاد مقصود، وفكرة المعالجة فيها تسعى إلى إبراز التفاصيل والخطوط، لبيان موضوع الصورة، من خلال الاشتغال على الألوان. وأتصور أن أن مخرجات الفوتوغرافيا، وكيفية قراءتها هي مسألة شخصية، فما نراه يُعبر عادةً عن ما يمثله انعكاسنا الداخلي.