كييف (رويترز) لا ينظر الفريق الأوكراني دنيبرو للفوز ولا للخسارة بل يهمه في المقام الأول حين يواجه إشبيلية الإسباني في نهائي الدوري الأوروبي في وارسو اليوم أن يمحو بعض الحزن من ملامح مواطنيه في بلد أنهكته الحرب. وبينما يستعر القتال على أعتاب دنيبروبتروفسك اضطر اللاعبون والأطقم الفنية والمشجعون للسفر لمسافة تتجاوز 500 كيلومتر لخوض مباريات الفريق في الدوري الأوروبي في كييف وفي أغلب الأحيان من دون جمهور. لكن ورغم أن معظم الترشيحات كانت تصب في غير صالحه، فإن دنيبرو كافح ليشق طريقه ويصل للمرة الأولى إلى نهائي أوروبي ويقول الفريق إن المقاتلين في أوكرانيا لن يغيبوا عن البال حين يدخل لأرض الملعب. وقال المدافع أرتيم فيديتسكي لرويترز: «هذه بالتأكيد أوقات صعبة لبلدنا ولنا نحن أيضا، نأمل أن يلهم إنجازنا الرياضي أبطالنا الذين يدافعون عن البلاد في مواجهة الأعداء، فليشملهم الرب بحمايته وسنقوم بكل ما في وسعنا لمساعدتهم». ونجت دنيبروبتروفسك وهي مدينة صناعية يتجاوز سكانها المليون نسمة بقليل من التورط في الحرب ضد المتمردين المدعومين من روسيا في نزاع تسبب في قتل 6200 شخص فيما يزيد بقليل على عام واحد. واضطر الفريق للسفر من كييف وإليها خلال التصفيات بعدما اعتبر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن اللعب في ستاد دنيبرو أمر بالغ الخطورة. وقال فيديتسكي: «كان علينا خوض مبارياتنا في كييف وحين خضنا مباريات المجموعة كانت المدرجات خالية تماما وبلا أي روح أوروبية كالمعتاد». وتابع اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً: «لكننا كافحنا.. وتشبثنا بالفرصة وفي النهاية بدأ الناس في الاهتمام بنا، وكان رائعا أننا في المباراة ضد نابولي رأينا المشجعين يملؤون المدرجات». وقال المدرب ميرون ماركفيتش: «الأمر ليس سهلا على بلدنا الآن، اللاعبون وأنا نفهم جيداً ما ينبغي علينا القيام به في مباريات كأس أوروبا ليتسنى للناس في أوروبا وفي غيرها أن يروا أنه رغم صعوبة الحياة في أوكرانيا حالياً.. فإن كرة القدم لا تزال حية».