أكد مشاركون في حلقة نقاشية بمعهد الشارقة للتراث، أمس، بعنوان اللهجة الإماراتية تنوع ودلالات، أهمية وضرورة الحفاظ على اللهجة الإماراتية، وأهمية توثيق مفردات اللهجة الإماراتية خوفاً من اندثارها، ضمن سلسلة حلقات نقاشية ينظمها المعهد وفق أجندته السنوية، تتضمن تنظيم حلقة نقاشية واحدة على الأقل شهرياً، وشارك في هذه الحلقة النقاشية الأولى، الباحث في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، الدكتور فالح حنظل، والباحثة والمدربة في التراث، شيخة الجابري، والباحث في دار الكتاب الوطني، أحمد محمد عبيد، ورئيس معهد الشارقة للتراث، عبدالعزيز المسلم، وأدارها مدير مكتب التراث في كلباء، الدكتور سعيد الحداد. وأكد الدكتور فالح حنظل، أن نحو 90% من مفردات اللهجة الإماراتية العامية هي من الفصحى، لافتاً إلى أنه لا يمكن تجاوز اللهجة العامية، وسنبقى نحن العرب لنا لهجاتنا التي هي أساساً في إطار العربية الفصحى. وأشار إلى أن اللهجة الإماراتية بعموميتها لها ثلاثة أطر، هي العربية الفصحى، والإطار الخليجي، والإطار المحلي الإماراتي، ومثل هذه الأطر لا يعيها جيداً ويميزها إلا الباحث والمختص أو الباحث الدقيق والجليل. ولفت حنظل إلى وجود علاقة ما بين اللهجة والجغرافيا، فكلما ابتعدنا نحو الصحراء، كانت اللهجة أقرب إلى الفصحى. وأكدت شيخة الجابري نحن بحاجة إلى إعادة دراسة اللهجة وإعادتها إلى حضنها الرئيس، وهم أبناؤها، وأن لهجتنا ثرية كما اللغة الفصحى، وهي مكتنزة بالمعاني، بمعنى أن لكل مفردة أكثر من معنى ودلالة. وقالت: أتمنى أن يقوم المعهد بإعادة دراسة اللهجة المحلية بشكل جديد، لأنها تندثر لدى الجيل الجديد، ونحتاج إلى العودة إلى أصالتنا وهويتنا من خلال مؤسسات مثل المعهد. وأضافت: قد نتهم بتكريس المحلية على حساب الفصحى، لكن الحقيقة ليست كذلك أبداً، فالمحلية ابنة الفصحى. وقال أحمد محمد عبيد، إن اللهجات في الإمارات هي امتداد للهجات عريقة قديمة، كانت تتحدث بها القبائل في المنطقة، خصوصاً القبائل الرئيسة الثلاث، وهي قبيلة الازد، وقبيلة عبدقيس، وقبيلة تميم. وتحدث عبيد عن بيئات اللهجة الإماراتية، التي تتوزع إلى أكثر من 10 بيئات لهجية، وتمايز كل لهجة عن أخرى، ولفت إلى أن مصادر اللهجة هي الحديث المنطوق بين الناس، والأمثال الشعبية والأشعار، والمصدر الأدبي عموماً. وقال رئيس معهد الشارقة للتراث، عبدالعزيز المسلم أن اللهجة الإماراتية هي الوسيلة الرئيسة في التخاطب بين الإماراتيين، وهي وعاء الأدب الشعبي، فالشعر والأمثال والنداءات والحكايات والكنايات، كلها يتم التعبير عنها من خلال اللهجة المحلية الشعبية. وأكد أن تدوين التراث الشفهي ضرورة كي نحفظه للأجيال الجديدة، مشيراً إلى أن الوصول إلى قواعد معينة في التدوين مسألة مهمة.