قالوها لي وكأنها كلمة عادية.. يبدو أن هناك ورم سرطاني في الخصية. في سبتمبر الماضي كان الأرجنتيني جوناس جوتيريز مجرد رجل محطم. لاعب كرة يقترب من أن يكون معتزل، يقاتل من أجل حياته وليس من أجل استخلاص الكرة من المهاجمين. إنها أصعب مباراة علي أن أخوضها في حياتي.. بدأت جلسات العلاج الكيماوي التي أسقطت شعري وأصابتني بالمزيد من الصدمات. بعد ثمانية أشهر من إعلانه أن السرطان توغل في جسده، وأنه لن يعود لصفوف نيوكاسل حتى يستكمل علاجه من السرطان في الأرجنتين سجل جوناس هدفاً أبقى به نيوكاسل في الدوري الانجليزي الممتاز. جوناس عاد للأرجنتين عقب نهاية الموسم الماضي الذي قضاه معارا من نيوكاسل لنورويتش سيتي. عاد وهو يشعر ببعض الآلام في منطقة الخصية ليجري فحوصات أثبتت إصابته بالسرطان. اعتذر جوناس عن العودة لنيوكاسل. تلقى دعماً من عالم كرة القدم كله ليصمد في حربه ضد المرض اللعين. وصمد. ونجح. في فبراير الماضي عاد جوناس إلى انجلترا.. عاد رجلاً قهر المرض وقرر العودة للمران في نيوكاسل. ويوم 4 مارس الماضي دخل جوناس جوتيريز إلى أرض الملعب بديلاً أمام مانشستر يونايتد وسط تصفيق وهتاف عشرات الآلاف في ملعب سان جيمس بارك.. بعدها بأربعة أيام دخل بديلاً أمام ليفربول ليقف له ملعب أنفيلد بالكامل تصفيقاً واحتراماً لقوة إرادته. نيوكاسل يعاني في الدوري. ودخل اليوم الأخير وهو بحاجة للفوز على وست هام حتى يتفادى الهبوط للدرجة الثانية. 55 دقيقة تمر والتعادل السلبي يسود.. يظهر جوناس جوتيريز.. يمرر كرة عرضية يقفز لها موسى سيسوكو ويسجل الهدف الأول. لكن الحكاية لم تكتمل إلا بالمزيد من القوة والعزيمة. يمر جوتيريز ويسدد كرة قوية تسكن الشباك وتضمن لنيوكاسل البقاء في الدوري. عاد جوتيريز.. بطلاً داخل الملعب بعد أن عاد رجلاً وبطلاً خارجه.. أنا حي مرة أخرى.. حي أكثر من أي وقت مضى في حياتي..