مع إعلان وزارة الداخلية السعودية أول من أمس تفكيك شبكة مكونة من 21 شخصاً من «داعش»، بينهم عبدالله عبدالرحمن الطلق الذي لم يتجاوز الـ١٥ سنة، ما أثار علامة استفهام كبيرة لدى متابعي الشأن الأمني، فعبدالله هو الأخ الشقيق للموقوفة مي الطلق. واتهمت وزارة الداخلية الموقوف بتبني فكر «داعش الإرهابي، والدعاية له وتجنيد الأتباع، خصوصاً صغار السن، وجمع الأموال لتمويل عملياتهم، ورصد تحركات رجال الأمن وعدد من المواقع الحيوية، والتستر على المطلوبين وتوفير المأوى لهم». والطلق ليس حديث عهد بتبني الفكر المتطرف، إذ نشأ وترعرع في حاضنة وفرت بيئة خصبة لهذا الفكر من خلال شقيقته الموقوفة مي التي اشتهرت بمشاركتها في اعتصامات في بريدة، ومحاولة فرارها إلى اليمن مع أمينة الراشد، إضافة إلى اعتناق اثنين من أشقائه الفكر المتطرف (أحدهم قتل في مواجهات في المملكة، والآخر قتل في معارك مع جبهة النصرة في سورية)، وهو مناخ سهل من عملية تجنيد عبدالله. وكانت شقيقة الموقوف مي التي قبض عليها مع 62 عنصراً مرتبطين بـ«داعش»، في أوائل أيار (مايو) ٢٠١٤ الماضي، عندما كانت تهم بالهروب إلى اليمن برفقة أمينة الراشد، وستة أطفال كانوا برفقتهما، بعد أن أقنعتا ذويهما برواية الذهاب للتنزه وقضاء عطلة نهاية الأسبوع، ونسقتا مع قريب قادهما إلى مدينة صبيا في منطقة جازان، وفي اليوم نفسه اتجهتا إلى منطقة شديدة الوعورة تبعد عن الحدود السعودية اليمنية بضعة كيلومترات، وكان في انتظارهما ثلاثة أشخاص من الجنسية اليمنية اصطحبوهما والأطفال نحو الجبال، وأثناء السير تمكن رجال حرس الحدود من القبض على المرأتين والأطفال الستة والمهربين الثلاثة، وعثر مع الطلق والراشد على مبلغ مالي وكمية من الذهب والمجوهرات، وتمت إعادتهم إلى المملكة. وشهد عام ٢٠٠٦ قتل سليمان الطلق، شقيق الموقوف عبدالله الطلق، أثناء تبادل لإطلاق النار مع رجال الأمن في إحدى الاستراحات شرق الرياض، التي كان يتحصن فيها مجموعة من خلية «بقيق» التي تولى من خلاها سليمان الطلق (٢١ سنة) مهمة القيام بأنشطة مشبوهة عبر شبكة الإنترنت تدعو إلى تأييد الفكر الضال، ثم توارى عن الأنظار متنقلاً بين أوكار الفئة الضالة، وهو أحد المشاركين في الاعتداء على حراسات معامل «بقيق» الصناعية عام ٢٠٠٦. وقتل الأخ الآخر ويدعى محمد الطلق (٢٠ سنة)، في سورية العام الماضي، حيث كان يقاتل في صفوف جبهة النصرة (فرع القاعدة في سورية)، وسبق أن تم القبض عليه من السلطات السعودية، قبل أن يطلق سراحه في أقل من شهرين، إذ سافر إلى سورية والتحق بصفوف «جبهة النصرة» وظل يقاتل إلى أن لقي حتفه العام الماضي. إلى ذلك، أوضح الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة محمد العمر أن الفكر المتطرف يتم توارثه جيلاً بعد جيل، ولا غرابة في أن يتخرج طفل بعمر 15 سنة، حاملاً عقيدة داعشية متأصلة في عائلته التي يسيطر عليها شخص أو شخصان أو أكثر، ويكون لهم اليد الطولى في تكريس المبدأ المنحرف، والتحريض على زعزعة الأمن والاستقرار.