يقيناً يجب أن ندرك بأن المملكة التي تبلي بلاءً حسناً في محاربة الإرهاب مستهدفة من قبل الفئة الضالة، إذ لا ننسى أن ولي العهد الأمير محمد بن نايف استهدف في السابق من قبل القاعدة في (رمضان 1430ه) إبّان توليه مهمة مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن المملكة توجع وتؤلم أصحاب ومؤيدي هذا الفكر، وترى أن استهداف داخل المملكة من شأنه إشغالها عن محاربته دولياً، دون أن يدرك أولئك الإرهابيون بأن حرب المملكة على التنظيمات المتطرفة شاملة لا يمكن تقسيمها أو تجزئتها. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لا يقبل أن يُمس المواطنون في أمنهم أو استقرارهم، لذا جاءت برقيته التي بعثها لسمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف لتكشف لنا أن المملكة ماضية في حربها الشاملة على الإرهاب، لذا جاءت الرسالة لتتوعد كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة بأنه سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة وسينال عقابه الذي يستحقه، ولن تتوقف جهودنا يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم. إن القيادة في المملكة ساعية لتحقيق أهدافها ولن يزحزحها عن ذلك كائن من كان، ولن تدع تلك الفئة المنبوذة تعطل مسيرتها والحفاظ على منجزها التنموي التطويري. إن التفاف المواطنين حول قيادتهم واحتضانها لهم غير مستغرب، فخادم الحرمين الملك سلمان حريص على مقابلة أبناء شعبه يسمعهم وينصت لهم ويسعى لتحقيق مطالبهم، وما تكليفه سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف لإيصال تعازيه لأسر الشهداء وتمنياته بالشفاء للجرحى إلا دليل اهتمام وترسيخ لمفهوم الجسد الواحد. عند كل خطب يصيب المملكة تخرج بلادنا أقوى من الماضي، أكثر عزماً وحزماً وثقة وقدرة على مواصلة مسيرتها بقوة نحو ترسيخ مفاهيم التنمية والأمن والاستقرار، في وقت نرى رأي العين كيف آلت دول انساقت وراء دعاة الفتنة فسقطت في براثن الخوف والفرقة.