في وقت سابق وفي أكثر من مقال قلت إن اجتثاث الإرهاب لا يأتي بقطع رؤوسه البارزة أو لنقل بشكل أكثر وضوحاً الانتحاريين والمنفذين للإرهاب عبر ممارسات العنف...، ولكن اجتثاث الإرهاب يأتي باجتثاث بيئة الإرهاب ومراكز صناعته فكرياً.. صانعو الإرهاب وداعميه يمثلون قاعدة الانطلاق له وبالتالي القضاء عليه يأتي من خلال القضاء على تلك القاعدة... بكل مقوماتها الفكرية والمالية... اليوم تتكرر الصورة في إرهاب آخر وهو التحرش والذي بات يماثل الحرابة ثقافة الغاب تخرج لنا دالعة لسانها بكل صفاقة في وجه الحق من قيم اجتماعية ودينية.. أو مؤسسة أمنية... القبض على المتحرشين جزء من اقتلاعه من مجتمعنا... ولكن أيضا لن نحقق الهدف إلا بإصدار قانون صارم يعاقب من يزرع ثقافة التحرش في وجدان شبابنا....ان ترفض عمل المرأة في الأسواق العامة فحدود رفضك تقف عند محيط العائلي الخاص... ان ترفض عمل الطبيبة والممرضة والصيدلانية فلك أيضا ذلك ولكن في حدود عائلتك الخاصة ليس من حقك مصادرة مجتمع بأكمله ليخضع لقناعات لم يأت الله بها من سلطان... احترام قناعات بعضنا البعض واجب تقتضية المصلحة العامة من ناحية وحق الالتزام باحترام ثقافة الاختلاف كجزء من خصائص تحقيق التعايش الاجتماعي.... ضرورة إصدار قانون للتحرش لا تقل عنها أهمية مكافحة إثارة ثقافة التحرش عبر وسائل الاتصال الاجتماعي وبات البعض يقوم بها بكل صراحة وربما وقاحة متحدياً كل المؤسسات الأمنية والاجتماعية...يمارس تهديد السلم الاجتماعي بلغة تهديد وإرهاب غير قابلة للتأويل والشك فهناك من ينادي بالاعتداء على النساء العاملات في المحلات التجارية والتحرش بهن من باب الاحتساب والتقرب لله...وهناك من طالب بالتحرش بكاشفات الوجه بل وصلت بهم لغة التطرف تجييش المجتمع على بعضه البعض... ممارسة علنية لفكر الحرابة الاجتماعية... ممارسة علنية لاثارة الفتنة وزعزعة الأمن مجاهراً بكل صلافة بالعصيان ورفض سيادة القانون.... يبرر البعض اعتداء الشباب على حرمات الناس ويعللها بكثير من المنافذ، بل إن البعض الآخر يضيف لذلك دعوة الشباب للاعتداء ويبرر أيضا ذلك بانه شكل من أشكال الجهاد والاحتساب.....!! لن أقول إنها لغة الغاب فقط بل هي بالمفهوم الإسلامي حرابة صارخة لابد أن تواجهها جميع المؤسسات الأمنية والتربوية بكل قوة ... ليس في رفضها فقط بل وعقاب من تسول له نفسه الدعوة لها والتمادي في تبريرها باسم الدين...؟؟ اجتثاث ثقافة التحرش قبل أن تتأصل في شبابنا لابد من اجتثاث جذورها بنفس القوة ولكن بحتمية مشاركة كافة المؤسسات الاجتماعية والتربوية والأمنية في القضاء عليها... لأن بعض من يدعون لها ليس همهم الحشمة ولكن هدفهم زعزعة الأمن الوطني .. هدفهم خلق صراع بين أفراده هدفهم .. اختراق أمننا وتلاحمنا. نتفق أن الأمن الوطني خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه بأي صورة والأمن الاجتماعي وتعايش الأفراد مع بعضهم بسلام وقبول البعض للبعض الآخر واعتبار الخط الفاصل في الاختلاف الثوابت الدينية المتفق عليها جزء مهم من تحقيق هذا الامن...