سما يوسف إن ما حدث يوم الجمعة في مسجد الإمام علي بن أبي طالب في القديح من اعتداء آثم على العزّل الآمنين في بيت من بيوت الله لا يقبله عقل ولا دين ولا منطق، فهو إرهاب وترويع بكل ما تعنيه الكلمة، وهذا يثبت أن الإرهاب لا دين له وإنما هدفه القتل والتدمير وتمزيق وحدة الصف والكلمة وخلخلة الأمن ونشر الفوضى والخوف بين الناس، وهذا ما يرفضه المجتمع السعودي بكل فئاته وطوائفه، لأن هذه البلاد منذ أن أسسها المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدالعزيز بُنيت على هدي من الكتاب والسنة النبوية المطهرة، ودستورها الإسلامي يكفل لكل مواطن ومواطنة الحياة الكريمة والمساواة في الحقوق والواجبات وحفظ المال والعرض، وهذه الأعمال الإجرامية لن تزيد أبناء الشعب السعودي إلا تماسكاً والتفافاً حول قيادتهم وحماية وطنهم. والذين يراهنون على وحدة الوطن واستقراره هم واهمون وخاسرون، لأن سقف المواطنة عند أبناء المملكة لا يمكن أن تؤثر فيه هذه التصرفات الجبانة، والوطن ووحدته من الثوابت عند كل مواطن سعودي وسعودية، بغض النظر عن المذهب والتوجه والفكر، ويلتقون في هدف واحد هو (الوحدة الوطنية)، وليس هناك من يستطيع زعزعة هذه الوحدة وهذا الانتماء لوطننا الغالي، وبيعتنا لولاة أمرنا توجب علينا ألا نتخلى عن وطننا وقيادتنا ومنجزاتنا التاريخية. إن هؤلاء المجرمين المأجورين يجب أن يفهموا أن كل مواطن ومواطنة سعودية من أبناء هذا الوطن الغالي لديهم من الوعي والنضج الفكري ما يمكنهم من معرفة أهداف ومرامي الإرهاب والدافعين به من الخارج بقصد زعزعة أمننا واستقرارنا الذي ننعم به في هذه البلاد الطاهرة بعد أن عصفت الفوضى بكثير من البلدان في عالمنا المعاصر، وبالتالي لن تُجدي هذه الأفعال الرعناء في زرع الفرقة والشحناء والتناحر بين أبناء هذا الوطن الأوفياء من شرقه وغربه وشماله وجنوبه. نترحم على شهداء القديح ونعزي قيادتنا الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن نايف وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ونعزي أنفسنا وذوي المتوفين الأبرياء، ونسأل الله للمصابين الشفاء العاجل، وهو مصاب آلمنا جميعاً قيادة وشعباً، ولكنه لن يزيد أبناء هذا الوطن إلا لُحمة وتماسكاً وإيماناً بحق المواطنة وحماية أمننا واستقرارنا بعيداً عن مزايدات الأعداء ورهاناتهم الخاسرة. اللهمّ من أراد لهذا الوطن سوءاً فرده عليه، واحمِ قيادتنا من كل مكروه!