اختارت دولة الإمارات منذ قيامها، نهجاً متميزاً في مواقفها وعلاقاتها الإقليمية والدولية، اتصف بالحكمة والتعقل وسياسة حسن الجوار، والحوار البناء في القضايا الخلافية، والسعي للتوفيق بين الأشقاء.. إنها مدرسة زايد الخير، مدرسة الحكمة والعطاء التي أرسى قواعدها حكيم العرب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، والنهج الذي سار عليه وزاده رسوخاً صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بحكمة بالغة ورؤية مستنيرة. ولقد كان الأمر الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة، بالإفراج عن المحكومين القطريين اللذين صدر حكم قضائي بإدانتهما بتهمة السعي للمساس بأمن الدولة، برهاناً آخر على أن دولة الإمارات متمسكة بثوابتها، متشبثة بقيمها ومبادئها النابعة من قيمها الأصيلة ومن تعاليم الدين الحنيف، مهما كانت الاستفزازات والمغالطات من هذا الطرف أو ذاك. لقد أكد أمر الإفراج أن القرار جاء تأكيداً لحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على توطيد العلاقات الأخوية بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين، وهذا الحرص الأكيد والأصيل على صون وتعزيز العلاقات بين الأشقاء ومع الأصدقاء، هو الذي جعل دولة الإمارات تتبوأ المكانة الرفيعة وتكسب التقدير العالي عربياً وعالمياً، لنبل مواقفها وحكمة قيادتها ونظرتها المتوازنة تجاه المصالح المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة، بعيداً عن أي مواقف مغرضة أو ممارسات قصيرة النظر. ولا شك أن ما يجمع بين الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي من أواصر القربى والأخوة، أقوى وأعمق من أن تؤثر فيه الأصوات النشاز والدعوات المضللة، وأن الحكمة هي صمام الأمان للمصالح المشتركة بين الأشقاء، وهذا ما أكده القرار الحكيم والكريم لدولة الإمارات تجاه الإخوة في دولة قطر الشقيقة.