استعادت القوات العراقية، التي شنت أمس السبت (23 مايو/ أيار 2015)، هجوماً بمساندة فصائل «الحشد الشعبي»، هو الأول منذ سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على مدينة الرمادي، السيطرة على منطقة تقع شرق المدينة. وأعلنت السلطات العراقية، أنها شنت هجوماً مضاداً هو الأول بعد تعزيز الدفاعات، أسفر عن تحرير منطقة حصيبة الواقعة على بعد سبعة كيلومرات شرق الرمادي. يأتي ذلك فيما أعلن مصدر طبي مسئول أمس مقتل 30 مدنياً وإصابة 63 آخرين في قصف لطيران التحالف غربي الموصل.مقتل 30 مدنيّاً في قصف لطيران التحالف غربي الموصلالقوات العراقية تشن عملية ضد «داعش» شرق الرمادي بغداد - أ ف ب، د ب أ استعادت القوات العراقية التي شنت هجوماً بمساندة فصائل «الحشد الشعبي» أمس السبت (23 مايو/ أيار 2015) السيطرة على منطقة تقع شرق مدينة الرمادي في هجوم مضاد الأول منذ سقوط مدينة الرمادي في يد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الأسبوع الماضي. وأعلنت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من جهتها تنفيذ 22 ضربة جوية في العراق وسورية، سبع منها في محافظة الأنبار. وأمضى على تجميع القوى المناهضة للمتشددين عدة أيام في منطقة الفرات للتهيؤ لبدء هجوم مضاد على التنظيم الذي حقق تقدماً واسعاً أخيراً. وأعلنت السلطات العراقية أنها شنت هجوماً مضاداً هو الأول بعد تعزيز الدفاعات، أسفر عن تحرير منطقة حصيبة الواقعة على بعد سبعة كيلومرات شرق الرمادي. وقال عقيد في الشرطة العراقية: «انطلقت أول عملية عسكرية بعد سقوط مدينة الرمادي لتحرير منطقة حصيبة»، مؤكداً أن «حصيبة بالكامل باتت تحت سيطرة القوات العراقية التي توجهت إلى تحرير منطقة جويبة المجاورة». وأوضح أن «العملية يشارك فيها الجيش وقوات التدخل السريع والشرطة الاتحادية والمحلية والعشائر بمساندة قوات الحشد الشعبي وتسير بتقدم كبير». بدوره، أكد شيخ قبيلة البوفهد، رافع عبدالكريم الفهداوي الذي صمد مع مقاتليه أمام هجوم التنظيم المتشدد، عدة أيام قبل وصول التعزيزات أن «القوات الأمنية تتقدم بشكل كبير في المنطقة بمساندة الحشد الشعبي، واستعادت أجزاء واسعة». ويشارك مقاتلو قبيلة البوفهد بشكل واسع في عملية تحرير حصيبة الشرقية التي سقطت قبل يومين بيد التنظيم الذي وسع رقعة مساحة نفوذه بعد السيطرة على الرمادي الأسبوع الماضي. وتأتي العملية بعد أسبوع من طلب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من قوات «الحشد الشعبي» المؤلفة بمعظمها من فصائل شيعية مسلحة، الاستعداد للمشاركة في معارك محافظة الأنبار (غرب) ذات الغالبية السنية، ولاسيما مدينة الرمادي التي باتت بمعظمها تحت سيطرة «داعش». من جانبه، قال المتحدث باسم «الحشد الشعبي» النائب أحمد الأسدي: «تمكنا من تأمين خط الصد، وسنمنع أي انهيار بأي منطقة بعد الآن». وأضاف أن «المعدات والتجهيزات للتهيؤ للتحرير قد وصلت الأنبار». وأكد الأسدي أن «التعزيزات من كل التشكيلات مستمرة في الوصول». وأوضح أن «المرحلة الأولى من العمليات في الأنبار قد تمت، ووضعنا الخطط الكفيلة منع أي تداعيات أو انهيارات عسكرية كما حدث بالسابق في الموصل وديالى». وأشار إلى أن «ما جرى في الأنبار يشبه التداعيات التي مرت بها عملية انهيار الموصل في العام الماضي، لذلك وضعنا خططاً كفيلة منع تكرارها». ولفت إلى أن «الصمود في مناطق الخالدية من قبل العشائر يكفل هزيمة العدو ويعطي دافعا معنويا للانتصار»، مؤكداً أن «الخطة باتت متكاملة الآن والعمليات بدأت بإشراف القائد العام للقوات المسلحة (حيدر العبادي) وقيادة الحشد الشعبي». وتعرضت بعض القوات العراقية إلى الانتقاد بسبب الانسحاب من مدينة الرمادي وعدم القتال، ما دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى طلب تدخل قوات الحشد الشعبي التي تملك وحدات مدربة بشكل جيد. وكان العبادي وواشنطن يعارضان انتشار هذه الفصائل التي تربطها علاقات وثيقة بإيران في المحافظة، وخصوصاً بعد تسجيل خروقات في إطار حقوق الإنسان. لكن على أية حال فإن استراتيجية الدعم الجوي الذي يقدمه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة فشل في منع تقدم التنظيم. ويقول مدير مجموعة يورواسيا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أيهم كامل «في الوقت الحاضر الحشد هو أفضل رهان بالنسبة إلى العبادي، ولا أعتقد أن لديه الكثير من الخيارات». إلى ذلك، أعلن مصدر طبي مسئول أمس مقتل 30 مدنياً وإصابة 63 آخرين في قصف لطيران التحالف غربي الموصل. وقال مسئول في قسم إعلام دائرة صحة نينوى، مهدي الرفاعي: إن «التحالف الدولي سبب خلال الـ24 ارتفاعاً كبيراً في صفوف القتلى المدنيين العزل جراء القصف العشوائي للمنازل السكنية التابعة للمدنيين في مناطق النجار والرفاعي والصحة التي تقع غربي الموصل». وتابع الرفاعي أن «حصيلة الضحايا بلغت 30 قتيلاً والمصابين 63 بينهم نساء وأطفال في حصيلة نهائية جراء القصف الجوي للمنازل السكنية».