×
محافظة المنطقة الشرقية

الرئيس اليمني يدين التفجير الإرهابي في القديح

صورة الخبر

بداية.. أجدها فرصة سانحة لتجديد الدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأن يوفقه الله ويرعاه، ويجري على يديه الخير للعباد والبلاد. وكمتابع لشخصية مليكنا المفدى أستطيع أن أقول إنه أيده الله ملك التوازنات في كل الأمور، والثقافية والفكرية بالخصوص، فهو المتمسك بثقافته وأعرافه وتقاليده، والمعروف بصلاته وتقديره لعلماء الدين، ورغم ذلك لم يمنعه ما سبق من أن يكون الملك المنفتح على الأجيال الشابة، وأن يكون على صلة دائمة بكل الأوساط، ومختلف الاتجاهات، وهذا الشعور ليس شعوري وحدي، بل هو شعور تجذر في عقل الواعين من السعوديين، وهو ما يجعلني مطمئنا إلى أن (طويل العمر) سيقود كافة الأطياف والاتجاهات الفكرية والثقافية والمذهبية تحت مظلة الوطنية الشاملة للجميع، وسيعزز من إيجابيات ما كان، وسيضيف عليها ما يحقق لكل فرد الشراكة في هذا الوطن الجميل والمتميز بألوانه المتعددة والزاهية؛ مرحبا بالقائد في مكة المكرمة، ومرحبا به بين خريجي حلقات العلم بالمسجد الحرام.. عاد بي خادم الحرمين ـ أيده الله ـ بكلماته الدقيقة التي ارتجلها خلال استقباله رئيس البرلمان العربي ومن معه قبل أيام: "لا بد أن نتحمل المسؤولية، وإخواننا المسلمون في كل العالم هم أشقاء العرب تماماً، وهذا لا يعني كذلك أن نكنَّ العداء للآخرين، كل إنسان دينه بينه وبين ربه؛ وحوار أتباع الأديان الذي أطلقه الملك عبدالله - رحمه الله ـ ، وسياسة المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز وأبنائه سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله ونحن الآن نسير عليها هي لم شمل الجميع من العرب والمسلمين ودول العالم.. هذه الدولة قامت على العقيدة الإسلامية وفي نظام تأسيس الحكم أن دستور المملكة كتاب الله وسنة رسوله، وهذا لا يعني أننا نحارب الأديان، كما قال تعالى {لكم دينكم ولي دين}..".. أعادتني الكلمات السابقة إلى سبع سنوات مضت، وتحديدا يوم ألقى الملك عبدالله ـ رحمه الله ـ من على منصة الأمم المتحدة خلال اجتماع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات كلمات خالدة: "آن الأوان لأن نتعلم من دروس الماضي القاسية، وأن نجتمع على الأخلاق والمثل العليا التي نؤمن بها جميعاً، وما نختلف عليه سيفصل فيه الرب، سبحانه وتعالى، يوم الحساب..". جملة الملك عبدالله: "ما نختلف عليه سيفصل فيه الرب"، ترجمتها جملة الملك سلمان: "كل إنسان دينه بينه وبين ربه"، فالاختلاف بين الناس، والتباين بينهم أمور قدرها وقضاها خالقهم ـ سبحانه وتعالى ـ {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَـنْ رَحِـمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}، والاختلاف في الآية ـ كما ذهب إليه أغلب المفسرين ـ (في الدين)، أي ليس في الجنس، أو الجنسيات.. بعضنا ـ مع الأسف ـ يسعى وبكامل وسعه إلى التفتيش على عقائد وأفكار الآخرين، ويجعل من نفسه وصيا عليهم، وربما وزع عليهم غرفا في الجنة، أو النار، مع أن الحق في محاسبة الناس على تمايزهم إنما هو لله القائل: {الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون}، ومهما كان، فليس للإنسان مهما علا شأنه أن يتدخل في خصوصيات غيره، أو التفتيش عن العقائد والأفكار؛ كل إنسان له حرمة خاصة، ولا يجوز التعدي عليها، والدخول فيها، لأن الدخول في الاختصاصات الإلهية أمر محال.