تساقط ورق التوت عن مفاصل حياتنا اليومية يقودنا إلى معرفة الحقيقة كما هي دون التستر خلف «خصوصيتنا» وكأننا من كوكب آخر أو من مدينة أفلاطون الفاضلة نحن مثل سائر المجتمعات فينا السوي وفينا غير ذلك ولنا مميزاتنا كما هي عيوبنا ولا ينبغي التهرب من واقعنا فهذا هو الحال، وقد يكون هناك وفي أوقات مرحلية معينة حاجة ماسة لتعاطي الصمت من أجل مصلحة «الوطن» ولكن هذه الحالة لا تسري على كل شؤوننا الاجتماعية فالاعتراف بالمشكلة نصف الحل. تابعت مثلي مثل غيري بعض الأحداث المحلية ومن ضمنها الشبان الذي مارسوا فن البلطجة على فتيات سعوديات في مجمع «الظهران مول» في المنطقة الشرقية وسيتم محاكمة الشبان السبعة، ولكن هل بالإمكان توسيع دائرة التعقب لمثل هذه الحادثة لمعرفة الدور الحقيقي للفتيات؟ بمعنى هل مارست بعض الفتيات شيئا من التحرش بالشبان قبل تحول الموقف من غزل إلى اعتداء؟ وبسؤال أكثر صراحة هل ساهمت بعض الفتيات في إشعال فتيل القضية ثم استعن بالصوت كمخرج لهن كالشعرة من العجينة؟ نعم لماذا نحاسب الشباب بشدة ونصدر ضدهم عقوبات مغلظة بينما نتستر على الطرف الثاني في مثل هذه القضايا بحجة «الستر»؟ أتمنى التأكد من دور الفتيات وبعدها محاكمة الشبان المتورطين، فقد يكون دور بعض الفتيات بداية الفتنة وقد يكون تسوقهن عبثيا ولا يوجد لذهابهن أي هدف، وقد يكون للآباء دور في مثل هذه الأحداث فمجرد سؤال ولي الأمر عن ذهاب البنت إلى المجمع ومعرفة أسباب وجودها وحدها أو مع صديقاتها وقريباتها بداية لوضع نقط حقيقة مجتمعنا على حروف الحياة قبل نصب المشانق للشبان.