×
محافظة المنطقة الشرقية

مهرجان كان: الأفلام الأوفر حظا للفوز بالسعفة الذهبية

صورة الخبر

دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، المعلمين والمعلمات إلى الأمانة في وضع درجات الاختبارات والامتحانات، وعدم تعجيز الطلبة، والرفق بهم، والعدل بينهم. وفي خطبته يوم أمس الجمعة (22 مايو/ أيار 2015)، خاطب القطان المعلمين والمعلمات قائلاً: «الامتحانات مسئوليات وأمانات وتبعات، فالله الله في فلذات أكباد المؤمنين، اتقوا الله عز وجل فيهم، كونوا معهم حازمين بدون عنف، ورحماء بدون ضعف، واعطوا كل ذي حق حقه، وكل ذي قدر قدره، وزنوا بالقسطاس المستقيم، واعدلوا بين أبنائكم وبناتكم فإنهم أمانة في أعناقكم... واعلموا أن الاختبار لا يقصد به التعجيز والأذية والإضرار، فهؤلاء أبناءٌ وبناتٌ ضعفاءُ بين أيديكم، إياكم وأن تشقوا عليهم فتكلفوهم ما لا يستطيعون، أو تحملوهم ما لا يطيقون، اتقوا الله فيهم، وأحسنوا إليهم، إن الله يحب المحسنين، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء، قدروا ضعفهم، واشملوهم بالعطف والحنان». الخطبة التي قدم من خلالها «توجيهات ووصايا بمناسبة الامتحانات الدراسية»، قال فيها: «إن الطلاب والطالبات يدخلون إلى الامتحان والاختبار بنفوس مهمومة، وقلوب مغمومة، فيها من الأكدار، وفيها من الأشجان والأحزان ما الله به عليم، فامسحوا على رؤوسهم عطفاً وحناناً، وأكرموهم لطفًا وإحسانًا، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً»، مؤكداً أن «درجات الاختبار أمانة، فاتقوا الله في أبنائكم الطلاب، وبناتكم الطالبات، أعطوا كل ذي حق حقه، وكل ذي قدر قدره، وزنوا بالعدل والقسط فإن الله يحب من عدل، وأحسنوا فإن الله يحب المحسنين». وأضاف «يعيش أبناؤنا وفلذات أكبادنا من الطلبة والطالبات في المدارس والمعاهد والجامعات، في هذه الأيام زحمة الاختبارات، وخضم الامتحانات، ويعيشون أياماً لو سألتهم عنها لزعموا أنها أبغض أيامهم إليهم، ولصارحوك بأنهم ودوا لو لم تكن من أعمارهم! نعم أيها الإخوة، وإنهم ليستبطئون أيامها، ويستطيلون ساعاتها، حتى لكأن ساعتها يوم، ولكأن يومها شهر! ولهم في ذلك شيء من العذر، فإن ما يقاسيه الطالب ويجده من شدة المذاكرة والاعتكاف على الكتب والانهماك وسط الأوراق ليس بالشيء القليل، فكيف إذا أضفت إلى ذلك النفسية القلقة، والخوف الدائم من أن لا يوفق في إجابته؟». كما خاطب القطان الآباء والأبناء من الطلبة والطالبات قائلاً: «العلم تاج وقار، ومفتاح سعادة في الدنيا، وطريق نجاة وفوز في الأخرى، وما دام هذا حاله، فهو صعب ويحتاج لصبر وتحمل وعمل، وقديماً قالوا: العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك». وتابع «فكم من الناس من يتمنى أن يكون عالماً، ولكنه ينسى حاجة العلم للهمة والعزيمة، فالمشقة التي يقاسيها الطلاب والطالبات في هذه الأيام، تشعرنا بهذه الحقيقة، مشقة ونصب وهم وقلق؛ لتحصيل قدر محدود من العلم، ولمدة محدودة لا تتجاوز الاختبار، فطلب العلم ليس أماني وأحلاماً، وإنما هو بذل واجتهـاد، والراغب فيه لا بد له أن يتنازل عن كثير من مرغوباته ومحبوباته». وبيّن أن «الواجب على كل أب وأم أن يزرعا في ابنهما حب التفوق؛ لأنه لبنة بناء في مجد الأمة، ومصدر إنتاج في الوطن الإسلامي، ومشعل تستضيء به الأمة والوطن في هذا الظلام الدامس الذي انتابها في هذه العهود. نعم، كيف نبني؟ وكيف نصنع؟ وكيف نخطط وننتج؟ نعم، علينا أن نحيي في نفوس أبنائنا وبناتنا أنهم بناة المجد والوطن، وقادة الأمة للعلياء، أنهم القوة التي ننتظرها، والحصن الحصين الذي تتحصن به الأمة». ووجه نصائح للطلبة والطالبات لقرب الامتحانات، وقال: «استعينوا بالله، وتراحموا وتعاضدوا، وإياكم والشحناء والبغضاء والحسد، ليكن كل إنسان كما أمره الله أن يكون، يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فتعاونوا وتراحموا وتعاطفوا، فإن احتاج إليك أخوك في حاجة أو في مسألة فأعنه أعانك الله على أمورك، فمن نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن أعان أخاه أعانه الله في دنياه وأخراه». كما نصح الآباء والأمهات بالرفق بأبنائهم، داعياً إيهاهم إلى أخذهم بالعطف والحنان، وشملهم بالمودة والإحسان، وإعانتهم على هموم الاختبار والامتحان. وحثّ الطلاب والطالبات إلى «الأخذ بأسباب النجاح والصلاح، والتوفيق والفلاح، استذكروا واجتهدوا، واعلموا أن أفضل أسباب النجاح وأجمعها وأصلحها أن تعلموا علم اليقين أنه لا حول ولا قوة للعبد إلا بالله رب العالمين، ثم التوكّل على الله، وتفويض الأمور كلها له سبحانه، فلا تعتمدوا على الذكاء والحفظ، ولا على النبوغ والفهم فقط، بل فوّضوا مع ذلك أموركم لله، والتجئوا إليه. واعلموا أن الذكيّ لا غنى له عن ربّه، وأن الذكاء وحده ليس سبباً للنجاح، بل إرادة الله وتوفيقه أولاً، ولكن توكّلوا على الحيّ الذي لا يموت، وسبحوا بحمده». وأضاف «لا تنسوا أيها الأبناء الدعاء والتوكل على الله رب العالمين، فقولوا قبل الدخول إلى قاعة الامتحان (اللَّهُمَّ لا سَهْلَ إِلاَّ ما جَعَلْتَهُ سَهْلاً، وأنْتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ إذَا شِئْتَ سَهْلاً) وحين تستلم أيها الطالب ورقة الامتحان، اقرأ التعليمات جيداً، واقرأ الأسئلة بتمعن، وركز بالامتحان ولا تنشغل بما يدور حولك من كلام... ربما تمر لحظات، وأنت تشعر أن عقلك ممسوح تماماً، وأنك غير قادر على تذكر أي شيء، لا تقلق، واحتفظ بهدوئك، وسوف يعود نشاطك العقلي بعد قليل من الوقت... إذا شعرت أيها الطالب بالتوتر أثناء الامتحان، خذ راحة لبضع دقائق، وحاول تهدئة نفسك، قم بشد يديك ورجليك للأمام، ثم دعها بعد ذلك تسترخي، خذ أنفاساً هادئة وعميقة، وقم بترديد العبارات الإيجابية داخل نفسك، مثل: (أنا بحالة جيدة والحمد لله، وسوف أقوم بحل أسئلة الامتحان) وتذكر دائماً أن الله معك.. فعندما تتعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة». كما حضّ القطان على الصلوات والاستمرار عنها، وعدم الانقطاع عن العبادة. محذراً من الغش والتزوير «فإنه خيانة وبئس البطانة، من كانت حياته على الغش، سلبه الله الخير في دنياه وأخراه. فمن نجح بالتزوير والغش والتدليس فإن الله يمكر به ويعاقبه في دنياه قبل أخراه، إلا من تاب فيتوب الله عليه». هذا، وخصص القطان جزءاً من خطبته للحديث عن فضل شهر شعبان، وفضل صيامه وقيامه. وأوضح أن «شهر شعبان شهر عظيم، فيه يوم فيه مزية على كل أيام العام، وهو ليلة النصف من شعبان، ليلة النصف من شعبان صحت فيها فضيلة، ولم تصح فيها فضائل أخر ذكرت في كتب السير، ونقلت في كتب الحديث وفي كتب الفقه، لكن الثابت والصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم -فقط في ذلك كما ذكر المحققون- أنه قال: (إِنَّ اللهَ يَطَّلِعُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِخَلْقِهِ جَمِيعاً إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ)». وذكر إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي أن «الشرك والشحناء والبغضاء، التي قد ترد على القلوب، وقد تصل إلى الجوارح والأفعال والألسنة، يجب نبذها وتركها ومحذرتها والتوبة منها، حتى لا نكون محرومين من هذا الفضل والأجر والثواب، فأيكم يحب أن يكون من المحرومين ولا يرضى لنفسه أن يكون من المرحومين؟ من رضي لنفسه الحرمان فهو شقي، ومن نبذ ذلك من نفسه راضياً مرضياً وهادياً مهدياً وقاضياً بعظيم الرجاء وبكثير الرغبة بما عند الله تعالى من الثواب، فله الرحمة وله الرضا».